سبح وعول نحوها ثم رمى بها في الماء سبحت مباشرة باتجاه فرحان، شاهد فرحان نظرتها المدهوشة، فالتفت إلى حيث تنظر فرفع قوائمه ببطء وهدوء ثم شديدين، خطا ثلاث خطوات للخَلف، وليفة معه، وهمس لها بصوت متردد: انظري كأنه قط عملاق انتبه وعول وقال: …. إنه نمر! انفذوا بجلدكم.
في زمن سيطر عليه الفقر والمرض، ترك دلشاد ابنته الوحيدة لمصيرها، وكان عليها أن تجد طريقها في عالم من الأطماع تحكمه ذاكرة الجوع. رواية تشعرك بوخز الجوع في كلماتها، تتحسس جسدك الذي بدأ يضمر وينهلّ بحثا عن لقمة هنا ولقمة هناك، عن الغياب الذي يأخذ شخوص الرواية نحو الموت أحيانا أو نحو حياة أخرى وتجربة جوع آخر. أكاد أرى وجه دلشاد الضاحك من الألم والفقد والجوع والضياع، أكاد أبحث معه عما يسكت فيه ذلك الفم الجائع. هذه الرواية، الحياة، هذه اللعبة الخطيرة ما إن تبدأ حتى يجرفك سيل مآسيها لتبكي وتضحك وتشم روائح الموت والفقر، ثم تترك التيار يأخذك إلى دروب يرسمها القدر لشخصياتها.
لقد حاولت في هذا الكتاب أن أقدم للقارئ الكريم مقاربة عميقة في موضوعها بسيطة في عرضها، كي تمكنه من إدراك ماهية لهذا الشيء الذي يسمى العقل، وكيف يعمل، وكيف ينشأ وكيف يترعرع وكيف ينضج وكيف يشيخ ومتى يهرم، وكيف يخلق الأفكار، وكيف يفهمها، وكيف يحفظها وينظمها ويستعيدها، وكيف تتطور الذاكرة، وكيف تتعدد مجالات الذكاء، وكيف يساهم الخيال في الإبداع، وماهية الوعي وأهميته، وكيف تتشكل القناعات، وما دور العاطفة في صناعة الأفكار، وما أهمية الحدس والإلهام والشك والفضول المعرفي والتفكير الفلسفي في الإبداع، وكيف تعاطي المفكرون الأوائل مع العقل، وكيف فهمه المتأخرون، وكيف يؤثر العقل في بنيتنا الأخلاقية وأشينا الإيمانية، وكيف يتم توجيه السلوك، وما هي القوى التي تمارس تأثيراً خفياً على العقل وظاهراً على عمله، وما هي الطرق التي يمكن أن ترتقي بنا من وهاد التفكير الاعتيادي إلى فضاء الحكمة والتفكير الاستثنائي.
"لا يخفى على عاقل أن علم التاريخ مما يعين على الاقتداء بالصالحين، ويرشد إلى طريقة المتقين؛ لأن فيه طريق من مضى من صالح وطالح، فإذا سمع العاقل أخبار الطالحين أشفقت نفسه أن يقتفي آثارهم، أي: فيعد من أنصارهم، فتراه بذلك يقتفي آثار من صلح، ويجتنب أحوال من طلح". -الإمام نور الدين عبد الله بن حميد السالمي-
كانت «زمن» تحاول قضاء آخر ما تحتاج إليه للسفر, وكان قلبها يعجّ بفوضى المشاعر. هل تأتي حمولة الفرح زائدة عمّا نستطيع تحمّله؟ أم إن وقتها القصير يُرهق قوافل أرواحنا فنغدو مثل البدو الرحّل؟ نتنقّل من بلاد إلى بلاد.. بلاد تنبذنا وأخرى ترحّب بنا.. ها هو البلد الذي وُصف أنه موطن السلام يستعدّ لاستقبالها كما استقبل الكثير من الذين يبحثون عن الأمان, أو عن أوطان تلقي عليهم السلام, فهل ستجدُ ضالّتها من السلام الداخلي فيه؟
ربما سيبهجك ما سأقوله الآن : النادلون ضفادع .. ومتابعو المباراة.. وأنا أيضا ضفدع صغير ، ولكن لا تخبر أحدا من فضلك .. نحن جميعنا ضفادع تغرينا الجزرة وتقودنا العصا . . "وفي النهاية تعلمنا أن نضحك حتى قبل أن نسمع النكتة" . . هيه .. هيه .. جووول یا جراهام جرين.. يبدو أننا سنصعد أنا وأنت للدور النهائي .. ولا يهم أن يتعطل المصعد بعد ذلك لأن أحدنا سيدفع بالآخر من هذا الدور ليس فقط في فم حوت.. والحوت سيخرج من البحر ليشم الهواء و ينفث الماء.. وسينتهي به المطاف إلى مقهى على شاطئ البحر.. سيبهجه هدف برشلونة فيلتهم كل من على المقهى بمن فيهم النادلون المتعجرفون.
يتربَّع اسم «ستيفن هوكنج» على قِمَّة مُناقشات الإلحاد الموضوعية في العالم، وعِندما أقول المناقشات الموضوعية فإنَّني بذلك أقصدُ أنْ أستثني الهجمات التي يقُوم بها أمثال ريتشارد دوكنز، وكرسيتوفر هيتشنز، ولورنس كراوس... وغَيرِهم ضد الدين. فالفارق بين مناقشات هوكنج لمسألة الخالقية، أو على الأقل ما نشعُر به نحن وغيرنا تجاهها، وهجمات المتحامِلِين الملاحِدَة الآخرين؛ هو أنَّ هوكنج يناقش فكرة وجود اللّه كفكرة مُجرَّدة، من ناحية علمية وفلسفية، في حين أنَّ الشعور العام تجاه مُناقشات المتحامِلِين الملاحِدة هو أنَّ انطلاقتهم هي أيديولوجيا إلحادية، وكراهية شخصية للدين والمؤمنين بالخالقية، رغم مُحَاولاتهم تغليف هجماتهم تلك بغُلاف علمي.