كان اللقاء سريعا ولدقائق معدودة ، قال لي وبكل ثقة أن الكثيرة قناعاتي ستتغير بعد قراءة الكتاب ، وفعلا كان التغير كما أخبرني ولعل التغير الذي صنعه الكتاب كان على المستوى العملي ، أما التغيير الذي أحدثه اللقاء الأخير فقد كان درسا من أعظم دروس الحياة وللقاء الأخير طاقة على إحداث الكثير من التغيير خصوصا حين لا نعرف أن اللقاء الأخير إلا بعد فوات الأوان ، وكان آخر عهدي به کتاب ، الكتاب الذي احتفظت به لأشهر كذكرى قبل أن أتبين أن هنالك من هو أحق به وأن له مكانه الصحيح الذي لابد أن يعود إليه.
يضم هذا السفر المجموعات القصصية الست للقاص العماني محمود الرحبي. أحد أبرز رواد الفن القصصي في سلطنة عمان الزاخرة بالمواهب الإبداعية. في الجانب الفني يمتلك محمود الرحبي أسلوبا عز نظيره بين مجايليه وكذلك بين عموم القاصين العرب. إذ يجنح إلى صياغات لغوية بسيطة، لا محل فيها إلا ما ندر، للجزالة والبلاغة المعهودتين في السرد العربي الحديث. هذا الزهد التعبيري يحمله على الاكتفاء بإحاطة قارئه بوقائع قصته بأقل العبارات، وبغير تمهيد طويل، متفاديا الصياغة شبه الشعرية، أو المبالغات العاطفية. فالقصة لديه إخبار بحكاية أو توصيف لمشهد أو رسم لوحة سردية، دونما تزويق أو تلوين، وبروح تراثية في صوغ الحكايات والمُلَح.. تخاطب قارئا حاضرا ومستمعا كما يفعل الحكاء الشفوي. بل إن بعض قصصه تجاري حكايات ألف ليلة وليلة في إهاب معاصر. وأن ينأى الكاتب بعاطفته عما يسرد، وأن يتفادى غواية كتابة نص مرسل، ففي ذلك حنكة مقدرة وسط تكاثر النصوص السردية والاعتناء المفرط باللغة والمغامرات الفنية المجانية. محمود الريماوي
تهرب غزالة ـ بعد صدمة الاختفاء المباغت لأختها بالرضاعة آسية ـ من تلك القرية المندسَّة بين جبال عُمان إلى عشق عازف الكمان صاحب الأنامل المُرهفة والطبع الحالم. لكنّ الظلال تبتلع العازف لتجد غزالة نفسها وسط تقاطع المصائر العجيبة... جوخة الحارثي: كاتبة وأكاديمية من سلطنة عُمان، صدرت لها عن دار الآداب «سيِّدات القمر» (جائزة بوكر العالميّة لعام 2019) و«نارنجة» (جائزة السلطان قابوس للرواية لعام 2017).
ويحدث أن يقف الجميع ضد أحلامك... لا لشيء سوى من أجل إرضاء العادات والتقاليد وقمع اسم أي أنثى ترغب بالنجاح... فهل ستنجح أسيل ( طالبة طب الأسنان) في تحقيق حلم والدها المتوفي؟ وما دور هيثم في ذلك؟!
إنما في هذه اللحظة الحرجة تتشابك في عابد موجات عنيفة من الاضطراب تكاد من قسوتها أن تلقيه في حالة من الإغماء، فيتصبب العرق سخياً من أحافير جبينه المتغضن، حتى أنه بالإمكان أن يلاحظ في الشماغ الكاكي الملفوف حول رأسه خطاً بنياً داكناً يصبغ الحافة الملتصقة بالجبهة الحنطية المشدودة بعصب ضخم يغوص بين عينيه. كما اجتاحت خلاياه صرخات لا لون لها تعصر جسده النحيل بخبث فقدت أحشاؤه اتزانها أيضاً وكأنها توجه له إنذاراً خفياً… لم يكن سبب ذلك عصيات الملاريا التي تستحم منتشية في دمه، أو تقلبات الطقس المضطرب، فقد كان عابد عسكر يرتكب في هذه اللحظة فعلاً أحمق وخطيراً….
الكتاب عبارة عن أقصوصات من الحياة، نسجتها من الواقع لتعالج قضايا اجتماعية مختلفة، وفي نهاية كل موقف أدرجت خلاصة قصيرة توجز مضمون الموقف وتقدم رسالة واضحة. الفئة المستهدفة: الطلبة والأزواج والوالدين. وأرجو من الله أن يجعل هذه القصص نافعة تنبه الغافل وتثبت العاقل. المؤلفة
في هذا الكتاب ثلاثة نصوص مسرحية يتجاور فيها الشعر، والنثر، لينتجا موضوعة ذات سمات تعبيرية، وجمالية تمتلك نبل التوجه نحو الطفولة، وتستبد بها رؤية حصيفة لأن تضع بإزاء تلقيها ـ المؤجّج الحواس- الحكمة، والمعرفة، وخلاصة العبرة التي تحتاجها في بنائها القيمي المطلوب، يأتي ذلك كله في سياق من الوعي يستحضر مدركات الطفولة ومقدرتها على التلقي التي ما تزال غضة، ويتمثّلها يقيناً سلوكياً يذهب به إليها، كي تتفاعل مع ما حولها وتستوعب جانباً من الممارسات، والقيم التي تحكمه. د. علي حداد
هذه الرواية تفك شيفرة التاريخ، من خلال الحكايا التي تحمل في عمقها رسائل مشفرة، فلولا الحكايات لما عرفنا التاريخ، وما التاريخ إلاحكاية تلو الحكاية، فلا يمكن قراءة التاريخ بدون تلك الحكايات والقصص. حكايات تنعي الأزمان الماضية، نعيا يخلد حكاياتهم، وتجعلك تقرأالتاريخ على نحو مختلف، فيتكشف لك المسار التطوري، ودوران عجلة التاريخ في أزمان تتناوب العبور بنا، ونتبادل في عبورها، لتفهم جوهرالتاريخ وحقيقته.
قراءة قصائد باشو تجعل القارئ نفسه يكتب الشعر، يدخل مباشرة في أعماق كل قصيدة ويحاول بنفسه وبطريقته تأليف القصيدة الفعلية التي توحي بها الكلمات، وتلك إحدى متع قراءة قصائد باشو، والتي هي فوق ذلك انعكاس شفاف لما عاشه واختبره وحدس به وفكر فيه وتلك هي مهمة الفن الأولى والأساسية، كما كانت ولا تزال.