خذ من الحكيم الأصلع و أقوال أخرى عبارة عن عدد من الحكم والأقوال الحكيم الأصلع وبعضها استدلال من القرآن والآخر تحوير بعض أبيات الشعر ومنها لعظماء ومفكرين. جمعتها في كتاب واحد لتكون كسلة الفواكه، فيها الحلو وفيها الحامض وفيها القشور وفيها البذور. حاولت جاهدا أن أنتقي المفردات البسيطة، وأن تكون الأفكار واضحة ليسهل على القارئ فهمها. لا أدعي الحكمة هنا؛ إنما هو لقب تم إطلاقه عليّ وأعجبني.
وما هي إلا دقائق حتى اخترق آذان الجميع ألذ صوت تمنوه، فهللوا وكبروا وحمدوا، فقد بدأ القارب في الإنسياب على صفحة بساط داكن من مياه البحر الهادئة، وقد تبسم الجميع ثم ضحكوا بملء ثغورهم، فقد رأوا الصغيرة "مريم" وهي تلّوح بيدها نحو الشاطئ مودّعة لا أحد، فما كان منهم إلا المشاركة في التلويح، وفجأة جاشت مشاعرهم وبدوا في غاية التأثر وهم يودّعون زنجبار الوداع الأخير.
رحلات عديدة.. وأسفار كثيرة تتزاحم في جواز سفري.. من آسيا إلى افريقيا وأوروبا وأميركا.. وفي كل زيارة ثمة مدينة معشوقة تسكن ناصية القلب، وت تربع على عرشه، كلما وجدت مدينة عشيقة، قلت هذه حبي، وحينها أزور أخرى، أقول: هذه عشقي.. هذه أكبر. مدن وعواصم لا يجمعها أكثر من عشق مسافر يمم في مرته الأولى جهة الشطر العربي، وجال حياض الحنين إلى تاريخ سلف، وذاكرة تاهت مع حكايا أخرى.
هنا تقف الجغرافيا بشموخها تناطح رأس التاريخ، تلبس حلة خطوطها من زبرجد، وتطريزها من نحاس أحمر، شيلتها مرصعة بالأحجار الكريمة ياقوت، ومرجان، وعباءتها من حرير الماء، تتزيا بالنور تحت وطأة الشمس الذهبية المحرقة التي زادتها صلابة، وبهاءً، ونصاعة في وقت واحد لتبدو كنموذج، وشاهد على التاريخ الذي لم يكتب.
يكتب عبد الرزاق الربيعي خطاه بحبر الأمكنة، متتبعا الكلمات ترتقي جبالا وسهوبا، يراها بعين الشاعر وهي تعبر ما بين الجفن والجفن، ويكتبها بجمال القصيدة إذا ما تمر بين الحرف والحرف. لا يوثق الخطى باعتبارها خطوات، بل نقوش على دفاتر من الرمل والماء. هي بقلم الشاعر خالدة مهما بدت منحازة لطغيان الطين مكتوب بالرمل والماء، بأنامله تبقى عصية على النسيان، والذوبان في محيط الذاكرة وصحرائها.
عزيزي أسمر، كم هو مؤلم غيابك، يكاد الشوق يحرق مهجتي، وقد ذبلت ابتسامي، وجفت مآقي، وذوى عودي فأصبحت ناحلة لا أشبهني من قريب أو بعيد. يسألني من حولي عن ما أعاني وأشكو، فلا أجيد البوح، وأختلق الحكايات.
دقائق فقط، هي آخر ما تبقى في ساعتك الرملية!. ماكنت ستفعل بها يا صاح لو كنت في مكاني؟!!.. هناك أشياء كثيرة سترغب في فعلها، ولا تتسع لها دقائق ولا ساعات، وربما أيام.. لكن، من ذا الذي سيمنحك وقتاً لتفعل كل ما تشاء، للمرة الأخيرة في حياتك؟!. أكثرهم رأفة سيمنحك جرعة ماء، ودقيقتين للصلاة!
ليتني امرأة عادية تؤمن بأن الحب حق والصدف حق والانتظار حق والهروب حق ونسيانك حق مشروع أيضا. ليتني امرأة عادية تنتظر فارس أحلامها وتحلم به وتعيشه حكاية جميلة مغلفة بغلاف العاطفة.. ليتني امرأة عادية تخدشني الجرأة و تحمر وجنتاي لكلمة غزل ومشاعر منبثقة.
الحياة فيها الكثير من الخفايا التي لا يعلمها إلا الله، وهناك أشياء يبدلها الله من حال إلى حال. الإنسان الصابر هو الذي سیكرمه الله مهما طال عليه الزمن وضعفت حيلته. يجب على الإنسان أن يتفكر في أصله الذي خلق منه، فالناس مهما كثرت أموالهم فهم سواسية في الخلقة مهما تعددت خصالهم وأوضاعهم، فالكل في هذه الدنيا مكمل الآخر.
يأتي هذا الكتاب ثمرةَ الصّلة الوثيقة للمؤلّف بالشّعر العُماني، فقد قرأ للعديد من الشّعراء، وحضرَ جلسات شعريّة في ربوع السّلطنة، وشارك في عدد من النّدوات والملتقيات التي خُصّصت لدراسة الأدب العُمانيّ بعامّة. كما أعدّ دراسات في المجال نفسه، واطّلع على مجموعة من الدّراسات التي قُدِّمت عن هذا الشّعر في عصوره المختلفة. ويشتمل الكتاب على مجموعة من الدراسات والقراءات والتأملات، هي: الإيقاع في ديوان "وصايا قيد الأرض" لسعيد الصّقلاوي، والحسّ الوجداني في شعر الشّيخ سالم الحارثيّ، وخصائص شعر أحمد بن منصور البوسعيدي، والجانب الأدبيّ في منظومات سعيد الرّاشدي، وتأمّلات في ديوان "ما تبقّى من صحف الوجد" لسعيد الصقلاوي، وملاحظات حول كتاب "اللّوّاح الخروصي سالم بن غسّان.. حياته وشعره" لراشد بن حمد الحسيني، وقراءة في كتاب "أثر الفكر الإباضيّ في الشّعر العمانيّ" لمحمود بن مبارك السّليمي، وتقديم لديوان "فيض من حنايا ضميري" لهلال البريدي. ويسعى المؤلف في هذا الكتاب إلى تسجيل بعض أوجُه الحضور العُمانيّ في السّاحة الشّعريّة، الذي أدّى عبر مدوّنته الغنيّة تاريخيًّا أدوارًا مهمّة رساليًّا، وتسليط المزيد من الضّوء على الشّعر العُمانيّ الأصيل المتميّز في السّاحة الأدبيّة، والكشف عن المخفيّ من الأدب العُماني الذي يكاد يُطمَس بفعل التّطوّر والحداثة.
بعد ذلك ظهر لي وجه امرأة، ما لبث أن انفرج عن صرخة تبعتها حركةٌ سريعة من يديها، مُفرجةً عن فتحة القبر؛ ثم عابثة بما يحيطني. خلعتْ لفاعها سريعاً وغطّتني به. حرّكت شفتيها في وجهي، لكني لم أقابلها سوى بتعبير بارد. طوتني، بخفة، فوق ظهرها. وكانت، بين الفينة والأخرى، تنظر إليَّ بمزيج من الفرح الساذج. فرح نزق وهي ترسل، بين كل لحظة وأخرى، صوتاً حاداً في الخراف حولها.
في زمن سيطر عليه الفقر والمرض، ترك دلشاد ابنته الوحيدة لمصيرها، وكان عليها أن تجد طريقها في عالم من الأطماع تحكمه ذاكرة الجوع. رواية تشعرك بوخز الجوع في كلماتها، تتحسس جسدك الذي بدأ يضمر وينهلّ بحثا عن لقمة هنا ولقمة هناك، عن الغياب الذي يأخذ شخوص الرواية نحو الموت أحيانا أو نحو حياة أخرى وتجربة جوع آخر. أكاد أرى وجه دلشاد الضاحك من الألم والفقد والجوع والضياع، أكاد أبحث معه عما يسكت فيه ذلك الفم الجائع. هذه الرواية، الحياة، هذه اللعبة الخطيرة ما إن تبدأ حتى يجرفك سيل مآسيها لتبكي وتضحك وتشم روائح الموت والفقر، ثم تترك التيار يأخذك إلى دروب يرسمها القدر لشخصياتها.