تتناول هذه الدراسةُ الرواياتِ التاريخيةَ التي تضمنتها مصنفات الجاحظ، وتكشف عن رؤيته التاريخية والسياسية، وخاصة رؤيته للدولتين الأموية والعباسية. وهي رؤية لم تأتِ مباشِرة وواضحة في كتاب أو رسالة من رسائله، بل جاءت عبر روايات مبثوثة في كتبه المختلفة. وإذا كان الجاحظُ لا يُعدّ مؤرخاً، إلَّا أنَّ ما كتبه وتفرّد به في هذا الجانب يؤكد حقيقةً الأهمية التاريخيَّة لمصنفاته. وتعرض الدراسة الدور الذي لعبه الجاحظ في إبراز الهوية الثقافية والسياسية العربية والإسلامية من خلال مصنفاته ورسائله، فقد لعب دوراً مهماً في الدفاع عن اللغة العربية وعن العروبة التي اتَّخذتْ بعداً ثقافيَّاً وفكرياً جديداً. كما تصدّى للحركات الفكرية التي تستهدف الإسلام واللغة العربية.
دار عدة مرات حول النصب، الذي لم يكن قريباً جداً من الشاطئ، ثم وقف إلى جانبه موجها نظره باتجاه البحر، تخيل أحداث المجزرة منذ البداية وحتى النهاية، شاهد جدته وهي تفلق رأس البدوي بصرة الذهب، ثم كيف سقطت الصرة من يدها وغطست في الماء. ابتسم محركاً رأسه بحسرة، وهو يعاتب نفسه «تقصد سام أيها الأحمق روز ... آه یا روز» - هل تعرف أي شيء عن هذا النصب؟ يسأل سند الذي تسمر في مكانه يراقب باستغراب القلق الهائل المرتسم على وجه صاحبه، وكان للتو عرف أن لصاحبه علاقة بأحد الذين قتلوا ودفنوا تحت ذلك النصب. - كل ما أعرفه أنهم قتلوا على يد مجموعة من البدو، فقد سبق وأن أتيت إلى هنا أكثر من مرة برفقة من كانوا بالمعسكر من الإنجليز. - هل تعرف لماذا قتلوهم؟ - لا…
تعتبر الأمثال كنزاً متوارثاً أبا عن جد، وإرثاً حضاريا يتطلب الوقوف عنده، ودراسته دراسة مستفيضة، وجزءاً لا يتجزأ من تراث كل أمة وكل بلد وهي عبارة عن نتاج ما استخلصته الإيام وتراكمت عليه السنين من خبرات، وتحديات، وتجارب في حياة الناس، ولا سيما أنها تختصر علينا الجمل الطويلة والشرح المستفيض بكلمات معدودة وجمل بسيطة وأبرز ما يقال عنها: "خير الكلام ما قل ودلّ"، لذا ينبغي الحرص عليها والمحافظة على توثيقها جيلاً بعد جيل سواء كان ذلك بالتداول في حياتنا اليومية أو بالتدوين لكي لا تُنسى وتُمحى مع مرور الزمن.
مجمل القول إن الناس في هذه البلدان بدءَا من السودان ومروراً بأثيوبيا وكينيا يعيشون في بعض الأمكنة، منها ما كانت الأوضاع الصحية للقاطنين بها صعبة، ولا ترقى إلى المأمول منه، وهم طيبون وكرماء بالرغم من بساطة حياتهم، ويكفينا استمتاعنا بكثير من الحبور الذي شعرنا به في هذه الرحلة عندما تظهر أمام أعيننا خضرة وأشجار النخيل ونحن نخترق التربة الحمراء في الأرض واللون الأزرق في السماء. وبعد تلك المشاهدات هاهي تنتهي حكايتي هنا، متمنيا أن أكون قد قدمت عملا ذا فائدة وتمكنت من أجعلكم ترافقونني إلى كثير من البلدان الرائعة في طريقي، ومنها أمكنة بعيدة عن سلطة الدولة، حيث يتعايش فيها البشر والطبيعة التي كانت هي المهيمنة بعدما ادهشتني وجعلتني حالم تحت سماء مرصعة بنجوم لا حدود لها.
هل تحققت تنبؤات ألكسندر تشايانوف في هذه الرواية الديستوبية؟ هل أصبحت موسكو مدينةً فاضلة، عمادها الفن والثقافة، وقد سخر العلم لخدمة الإنسان؟ أسئلة كثيرة ستتوارد إلى ذهنك وأنت تقرأ هذه الرواية الاكتشاف، فبطلها أليكسي كريمنيف يُغمى عليه عام 1920 ليستيقظ في «1984»! (أي قبل أن يكتب جورج أورويل روايته الشهيرة بـ 29 عاماً)، وعليه فإنك ستخوض غمار رحلة خيالية تتخطى الخيال إلى الأفكار والطروحات، إلى الحب والمشاعر الغامضة، بينما يتكامل تشييد تشايانوف لمدينة أشبه ببرج بابل، لكنها لا تخلو من أسباب انهيارها.
حاول معتز ان يفك رموز علوم السر وأن يخوض في غمار طقوس الروحانية، كان جريئا في قراره، بل كانت جرأته تتضح في رسم هذه الفكرة في مخيلته؛ لتصبح حقيقة على أرض واقعه، رسم حلما جميلا لنفسه وسعى إلى تحقيقه. دخل في عوالم النورانية والأسرار المخفية، شاهد مشاهدتها، وعرف ألغازها، فتعمق في رحاب طقوسها فسبح في بحر ريادتها. كانت رحلته جديرة بالكتابة عنها فهل نجح في سعيه؟ وماذا استفاد من رحلته؟.
"برهن من خلالها الباحث الشيخ عباس آل حميد على قدرته الذهنية وموسوعيته الثقافية في تأصيل المفاهيم الاسلامية، وإظهارها بأسس متينة محكمة، وبراعته الأدبية وذوقه المرهف في صياغة المنظومة الفكرية الدينية في بيان رائق سلس، يجمع بين المتانة والوضوح." العلامة، السيد / منير الخباز
يعود بنا أحمد الراشدي إلى فن الرسائل على نحو بليغ، يأخذنا بلغة رسائله الحميمة بألمها إلى ابنته فدوى، ليترك أثرا لها في سيرة محبة ووفاء. کم أتت كتابته مؤثرة حد البكاء في وصف خبر رحيل ابنته، ساردا حياتها القصيرة معه أبا يجيد فن الأبوة مع الأطفال في كثير من مشاريعه الثقافية. نقرأ رسائل موجعة بنزيف سرد مؤلم كتبها أحمد الراشدي عن حياة قصيرة مرت علينا سريعا وذبلت، مثل وردة صار اسمها فدوی.
أن تحمل كلماتك في طيات ثياب، وتعبر عما يجول في خاطرك دون أن تنطق بكلمة واحدة، هذه واحدة من الامتيازات الكثيرة لليسو أو الكانجا( Kanga ). فهو ليس مجرد قماش زاهي الألوان ترتديه النساء وتتانق به، بل رسالة مطوية على أجسادهن، ومستند مهم في خزائنهن المبكرة. الليسو فتح للنساء نوافذ حوار مع الآخر، ومنحهن حق التعبير عن انفسهن دون أن ينبسن ببنت شفة. من خلاله استطمن تبادل الرسائل الحساسة. والرد على النقد الجارح وتوريث القيم والحكم التي يعتز بها المجتمع. رسائل الليسو جاءت فكرته في فترة الحجر المنزلي إبان اجتياح وباء (كوفيد 19) للعالم .2020 فقضيت وقتاً أطول مع أمي لاسيما بعد وفاة أبي في ذات العام عبر حواراتنا تشكلت النواة الأولى لهذا الإصدار، فبدأنا العمل فيه بحماس منذئج، وها هو يخرج للنور مضمخاً بعطر أمي.
يسعى هذا الكتاب إلى استعادة بعض اللحظات الشاردة من عمر الصداقة الوطيدة، التي جمعت بين قامتين أوروبيتين كبيرتين: الكاتب جورج سيمونون، وعملاق السينما الإيطالية فيدريكو فيلليني... وهي صداقة وطيدة في الحياة والفن والأدب، نشأت عفوية في البداية، لكنها سرعان ما تعضدت، وتقوت بدافع التقدير المتبادل بين الرجلين، والاحترام الكبير لموهبة كل منهما، والتشجيع المتواصل على العطاء المتميز. وقد ساهمت في توثيق أواصر هذه المحبة، ثلة من الرسائل الورقية المهمة التي تبادلها الصديقان، لما يربو عن عقد من الزمن؛ فشكلت بذلك تجربة تواصلية فريدة، يمكن أن نلحقها بالتجارب التواصلية العظيمة، التي جمعت بين أدباء وفنانين كبار آخرين، يتوزعون بين مشارق الأرض ومغاربها؛ وهي -لعمري- التجربة التي يكاد عهد السيبرنطيقا المطبق اليوم، أن يغطي عليها برسائل افتراضية قصيرة، ليس فيها بوح مستقطر للوجدان، ولا ترجمة متموجة ومفعمة بالحرارة، لما يعتمل بدواخل المرء من لواعج وأحاسيس. لقد جمعت تجربة سيمونون وفيلليني التراسلية خبرتين مختلفتين في الحياة والمعرفة التخييلية، وقامتين فنيتين غير متناظرتين، لكل منهما مجال اشتغاله الإبداعي، وقناعته، وتصوره الخاص به للفن والحياة. لكن هذا لم يمنع الرجلين من تقاسم الكثير من لحظات الصفاء النفسي والذهني بينهما، والتعبير عن الإعجاب والتقدير لبعضهما، والاشتراك في بضعة آراء وقناعات معرفية ، والتحدث عن نفس الحالات النفسيّة الرّهيبة، التي ما تنفكّ تهجم بشراسة على المبدع، وتلتهم دواخله، وتهدده بالإحباط.
الخواطر: النافذة التي أطل منها على الحياة، وأنظر إلى الأبد وما وراء الأبد، هي الماء الذي أشربه، والغذاء الذي أتناوله، والهواء الذي أتنفسه، والدواء الذي أعالج به سقمي، والبلسم الذي أداوي به جراح نفسي فالحمدلله الذي رزقني معبرا لفك شفرة آلامي التي لا يعلمها إلا هو. سهام
تجتهد المؤدبة (أفسار) في توجيه المير الصغير (قورش) إلى الفضائل عبر حكايات تسردها عن صراع الملوك قبل الميلاد، متأملة ان يكون لهما أثر في مستقبل حياته. ويفترق الاثنان، ويكبر الأمير فيصير (شاه)، ثم (شاهنشاه)، وتكبر معه مطامح الملك والسيطر والتوسع تحت شعارات من الفضائل. فهل تستطيع فضائل (أفسار) القديمة إيقاف فضائل (قورش) الجديدة؟