من ظلال البيت الكبير.. ثلاث مسرحيات ،المسرحية الأولى عندما تشرق الشمس، لعماد بن محسن الشنفري، ذات مكان وزمان غير محددين ورؤية مفتوحة للتأويلات أما المشاهد فمبعثرة بين الاحداث كما ورد في توطئة المسرحية، والمسرحية الثانية من وراء القصد لعلي بن محسن الشنفري، وهي مسرحية تجريبية للحراك البندولي بين منظور الإصلاح والمؤامرة يتداخل فيها الواقع بالخيال، أما المسرحية الثالثة "سكة إسماعيل" لهيثم بن محسن الشنفري فتبحث في القضايا الاجتماعية.
“عندما ينفصل آخرُ جُزءٍ من الطائرةِ عن الأرضِ، وهي إطاراتُها العملاقة في رحلةِ المغادرةِ بعد سرعةٍ هائلةٍ من السيرِ على مدرجِ المطار، تبدأ حياةٌ أخرى ضمنَ قريةٍ من الأشخاصِ لا يملكون وقتها أيَّ شيءٍ سوى استمتاع عساه يكتمل، وساعات بطيئة محددة سلفا على مقعدٍ مفعهم بالسكينة والهدوء يحدُّه الضيقُ من كل مكان. لغاتٌ مختلفة كما هي أحلامهم ووجهاتهم التي ينطلقون منها الى مسارات أخرى، تحكمهم قوانين واضحة تسري عليهم في قريتهم الطائرة المحكمة الإغلاق، لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال. في كل رحلة اكتشف شيئا جديدًا، حتى لو تكررت الزيارةُ إلى نفسِ البلاد، فمهما حاول الرحال أن يجعل رحلته متكاملة تبقى هنالك أمورٌ خافيةٌ سوف يكتشفها في رحلتِه القادمة”.
في عتمة ذلك الليل المرير کمرارة العدم أفقت في الربع الأخير من الليل، وجلست حائرا أمام موقد النار وبدأت أنبش جمراته الموغلة في الرماد، عساني أجد واحدة تضيئ لي أطراف هذا المكان المظلم، فالكل نائمون، بينما النوم لم يعد يجد طريقه إلى عيني أمام الظروف التي تواجهني صباح مساء، لقد عافت نفسي الراحة منذ أعوام، فالديون تتراكم وتجار المدينة يطالبون بحقوقهم، والمواشي تنفق من توالي السنوات العجاف، والخريف لم تعد تمطر سحائبه طوال ثلاث سنوات، فجفت عيون المياه وزادت الصراعات بين الناس على الماء والكلاء، والثوار بدأوا يخوضون نضالهم في الجنوب، فبدت لي الأرض شاحبة تفوح منها رائحة الموت.
كانت «زمن» تحاول قضاء آخر ما تحتاج إليه للسفر, وكان قلبها يعجّ بفوضى المشاعر. هل تأتي حمولة الفرح زائدة عمّا نستطيع تحمّله؟ أم إن وقتها القصير يُرهق قوافل أرواحنا فنغدو مثل البدو الرحّل؟ نتنقّل من بلاد إلى بلاد.. بلاد تنبذنا وأخرى ترحّب بنا.. ها هو البلد الذي وُصف أنه موطن السلام يستعدّ لاستقبالها كما استقبل الكثير من الذين يبحثون عن الأمان, أو عن أوطان تلقي عليهم السلام, فهل ستجدُ ضالّتها من السلام الداخلي فيه؟
تأخذك د. عزيزة الطائي في (موج خارج البحر) إلى أمواجها المتلاطمة في دخيلة الصدر، وتحملك على أجنحة الدهشة، نحو عالم لا تحده الجغرافية، عالم مليء بالخير والشر، بالمادة والروح، بالحب والحرب. في هذه القصص القصيرة جدا تقترح عليك المؤلفة أن تثقف نفسك.. أن تنفتح على الآخر.. أن تنظر إلى الجدران والمرايا، أن تسترجع كنفاني ودرويش ومطران وشوقي، أن تفتح ذاكرتك على اللون والرمز والأسطورة والسينما.. ها هنا تأخذك عزيزة الطائي إلى موجها الأثير، لتجد نفسك، وعشقك، ووطنك، وأسئلة لا حصر لها تنبثق أمامك مثل جرح مفتوح. د. يوسف حطيني
كان يتساءل بحزن: تُرى كم موناليزا صغيرة في هذا العالم المخيف لم يكترث بوجودها أحد، تتقرفص بجسدها الصغير ككرة من لحم،تتدحرج في ظلمة الأيام البائسة، تصطدم بأحدنا فتبتسم الابتسامة نفسها، ابتسامة باهتة بلا معنى، ثم تولد لها الحياة ذات قدر وطالع جميل إثر ضوء عدسة تصوير تتحين الفرص.. ستحظى يومها باللقب نفسه؛ «موناليزا»، ثم ستنتهي الحكاية كما تنتهي كل الحكايات!
الجميع يحلل ويحاول الفهم. فاقد الشيء لا يعطيه. وما اعتدته منذ صغري هو أنني أشعر لا أكثر. أشعر أكثر فأكثر حتى أكتشف الحياة التي أصبحتها اليوم. لماذا يبدو السجن أبسط مشاكلي الأن؟ كنت بحاجة لهذا الدفتر لأستطيع التفكير.
هذا الكتاب نافذة للقارئ العربي، تعينه على الاطلاع على نماذج مختارة ومترجمة من القصة القصيرة الفارسية الحديثة، تمثل الأجيال المختلفة من الكتاب الإيرانيين الذين تعاقبوا على كتابتها وأسهموا في إيصالها إلى ما وصلت إليه اليوم. وقد سعى مختارها ومترجمها من لغتها الأصلية ـوهو أكاديمي من جامعة السلطان قابوس بمسقط ـ إلى المحافظة قدر الإمكان على الخصائص الأسلوبية الفارقة بين كل كاتب وآخر بغية تمكين القارئ من الاقتراب أكبر قدر ممكن من القصص الأصلية.
"ما قرأتموه على هذه الصفحات ليس سوى نثـار حروف فما كنت أكتب كما تظنون وكما أظن... كنت أفتش في خبايا الروح عني وعنك وعن أشياء أخرى كثيرة وجميلة لم أستطع الحصول عليها. . . كانت تطاردني الفكرة وأطاردها. . . وكنت أحاول الإمساك بها ... لكنها کانت تمكن مني قبل أن أتمكن منها.... ترعبني تلك اللحظة التي أسكب فيها ماء الروح في فكرة لألقيها علیکم عارية من أي ما يستر جمالها أو قبحها وكما أتت دون زركشة أو زخرفة أو حتى محاولة إلباسها ثوبا جديدا... فالفكرة لدي بعمر اللحظة التي ولدت فيها.... حتى اكتشفت ... أن كل ما كتبته كان نثار من روحي... نثار حاولت تجميعه قبل أن تعصف به ذاکرة زمن مهترئة".
"الكتابة نزهة وحنين، ليس إلى الماضي فحسب، بل هي نزهة في حدائق الراهن وفي حرائقه، وهي نزهة في المستقبل وحنين إليه أيضا". ومحمد اليحيائي يتقن السفر بين حدائق وحرائق شخوص قصصه منذ "خرزة المشي" مرورا بــ"يوم نفضت خزينة الغبار عن منامتها" حتى أفق "طيور بيضاء، طيور سوداء" وهو يوزعها في أمكنة مختلفة وأزمنة متباعدة، ليضمها في "نزهة مارشال"، هذا الكتاب الذي يتضمن نصوص المجموعات القصصية الثلاث السابقة ويضيف إليها بعدا جديدا هنا بكل شغف بداياتها وشغب أفكارها، يرسم فيها واقعا آخر يتجاور مع الواقع حينا ويتجاوزه أحيانا، معبرة في كل مراحلها عن أزمة الإنسان ومأزقه الوجودي، متمردا، متقنا حبك تفاصيل حکایاته، مجددة؛ كواحد من أهم التجارب السردية في عمان والخليج. (الناشر)
لم أعد أقوى على مقاومة النوم، فهو يغريني، إلا أنني ما إن احتضنه حتی يهرب مني بسرعة فائقة، ولم اهنأ يوما بغفوة مريحة، ومنذ أن بدأت أتحين الفرص المناسبة للانقضاض عليه أجده يتلاشى، كأنه سراب نومي، وكنت كثيرا ما أخرج من شقتي إلى الشارع المجاور، ممسكا بيد نومي ليجعلني أحلم. وما إن أحلم حتى أجد نفسي قد عبرت الطريق الطويل الذي لم انتبه يوما المسافته، كل المسافات تقصر، وأرجع بأحلام أيضا، ولم أنتبه أيضا بالمسافة التي عبرتها عند رجوعي. كلها قصيرة، وقصرها هذا يربكني، فأنا لا أستطيع تذكر ما يصادفني أثناء سيري، كل شيء يذهب بسرعة، والأحلام الكثيرة تتطاير من حولي..