رواية الأمير الصغير من الأعمال العالمية المشهورة، وقد طبعت وترجمت إلى حوالي 250 لغة. يعرض كاتبها الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري قصة طيار تعطلت طائرته في الصحراء. يلتقي الطيار بأمير صغير أتى من كوكب آخر تاركا زهرته التي يحبها وبراكينه التي يعتني بها. يزور الأمير الصغير كواكب كثيرة، ويلتقي في كل كوكب بأشخاص مختلفين.
مع التغيرات المتلاحقة التي شهدها العالم والتطورات العلمية والتكنولوجية التي تسارعت وتيرتها في القرن الأخير، أصبحت تتخلق نظرات جديدة للنص، وللأدوات التي يعالج بها هذا النص، مدفوعا هذا بتطور مجموعة من العلوم الجديدة المعاصرة التي أصبحت تفرض واقعا جديدا وتتكاتف معا لتنتج مخرجات أكثر قدرة على المساهمة الفاعلة في عصر تغلب عليه التكنولوجيات المتقدمة. وأصبحت العودة لمحاكمة المسلمات القديمة حتمية عندما أصبحت لا تلبي متطلبات العصر، وعندما أصبحت أيضا الكشوفات والتطورات في العلوم المحيطة تفرض نفسها بنتائج أكثر تقدما وتقول بعدم صلاحية تلك المسلمات في المحيط وبطبيعة الحال فعلوم النص وأدوات معالجته ونظرياته القديمة ليست استثناء من ذلك, ومن بينها الاستعارة. فالاستعارة اليوم في الدراسات الحديثة -وخاصة المعرفية- ليست هي الاستعارة كما طرحها أرسطو ونظر إليها، وتبعه من جاء بعده من علماء البلاغة العربية, فقد تغير النظر إليها جذريا، وأصبحت دلالاتها قبلية وبعدية وكذلك في بنية النص نفسه، ومعها أصبح الاستقراء أكثر اتساعا ليس للكاتب أو الأديب فقط، وإنما للفكر الذي تتحرك من خلاله وفيه بل هي نفسها أصبحت صانعة لهذا الفكر.
تناول الكتاب المؤثرات الفكرية والعقدية والسياسية وفاعليتها في صياغة الخطاب الاستنهاضي في الفترة الزمنية بين 1860-1970 بما شهدته من أحداث وتحولات على الصعيد السيوجغرافي. يتطرق الكتاب إلى المقومات الأساسية التي بها تشكل شعر الاستنهاض كغرض متوائم مع تلك الفترة، ويبحث في الجوانب الفنية والأسلوبية والإيقاعية بضرب نماذج شعرية على رأسهم أبو مسلم البهلاني تفضي إلى خلاصة مرجعية لغرض الاستنهاض.
ارتبطَ الإنسان العُماني بالبحر منذ فجر التّاريخ، فانعكسَ ذلك على مظاهر حياته اليوميّة، وظهرت تجلّيات هذا الانعكاس في الحركة الأدبيّة عمومًا، وبخاصة في المدوّنة الشّعرية؛ إذ تفاعلَ الشاعر العُماني مع بيئته، وتأثّر بها سواء أكان من أبناء البيئة الساحلية أم غيرها، وتبدّى هذا في شعره واقعيًّا ورمزيًّا بما يتناسب مع عصره، ووفقًا لأفكاره وتجاربه الشخصيّة. إنّ عالم البحر بمظهره ومخبره، وبأسراره وغموضه وإيحاءاته، مكَّن الشاعر العُماني من استحضاره واستلهامه واتّخاذه رمزًا والإحالة إليه، ويبدو هذا ماثلًا في عدد كبير من القصائد التي اعتمدت على البحر محورًا أساسيًّا أو فرعيًّا. ويتناول هذا الكتاب موضوعَ البحر من خلال دراسة الدواوين التي صدرت بين عامَي 1970 و2000؛ للتعرف على كيفيّة توظيف الشّعراء العُمانيين المعاصرين للبحر، ودلالة ذلك في تجاربهم الشعريّة على اختلافها وتنوّعها.
"لقد كانت الخطوط الحمر واضحة قبل أن تتداخل الآن. هل يمكن أن يكون خوفي هو خوفكم؟ الخوف الذي تشعرون به في هذا البلد. لو كنت في مكاني، عزيزي المستمع، الآن مواجهة الميكروفون، ستشعر، ما أعنيه تماما من الخوف الأزلي ورهبة الكلمة". من قصة "النبأ الأخير"
بحذرٍ شديد، وفي ليلة معتمة لا قمر فيها، تسلّلوا من خلف البيت، نزلوا من المدرّجات المزروعة بأشجار الرمّان والورد باتجاه الوادي، حيث أشجار الجوز والتين المتشابكة، ثم صعدوا إلى جهة أخرى، سائرين خلف الرجل نحو طريق جبليّ آخر. وبعد أن قطعوا مسافة قصيرة، اعترض طريقَهم أحدُ العساكر، أشهر بندقيته نحوهم، تسارعت دقّات قلوب الصغار، ضمّت جوخة طفلَها الصغير النائم على حضنها، وأرخت عليه اللحاف، تنازعتها الهواجسُ بأنهم قد يتعرّضون لخيانة أو أن يكون الرجل باعَهُم للجيش، وربما يُقْتَلون جميعاً ولن يعرف أحد عنهم شيئاً، ففي هذه الأيام العصيبة اختلطت الأمور، وما عادوا يعرفون الصديق من العدوّ، الصادق من الكاذب، الثائر من الخائن، وقد يبيع الإنسان أخاه بكسرةِ خبز، لكن جوخة تعلّقت بقشّة واهية في ذلك الليل المتلاطمة أمواجُه في قلبها.
إن علاقة العصفورين بالعائلة علاقة غير مألوفة؛ فهما : "يشاطران العائلة الجلوس أحيانا، والاستماع إلى الأحاديث في أحيان أخرى هي إذن علاقة لا تبتعد عن كونها أخوية أكثر من كونها إنسانية طيرية، على ذلك، سيكون السارد أخا للعصفورين، عصفورا ثالث، تائقا للانطلاق في الحياة بخطوات ثابتة، وبالتالي نفهم العنوان. تحدث الفجيعة حين يدهس العصفور البشري أخاه الطيري، بينما الأخير يسير جنباً إلى جنب، مشجعا الخطوات المهزوزة للجناحين الأرضي ين قدمي الصغير: تلك الخطوات الأرضية التي زلت بين قدمي، وأودت بي إلى أن أدهس بإحدى فردتي حذائي المخلوق الصغير.."، يقتل الطفل عصفوره وتكبر معه "عقدة الذنب"، يدين الحذاء الذي لديه تصور بصري عن شكله، الحذاء تسبب في مشيته العرجاء التي أزهقت روح العصفور، الحذاء أداة الدهس.
السيّدة "زهيّة" صارمة كثيرة التذمّر من الخادمات اللواتي لا يصمدن في بيتها. لكن، مع مجيء "فانيش"، الخادمة الأثيوبيّة الجديدة، ستنقلب بينهما موازين القوّة والضعف بسبب امرأة ثالثة تريد الانتحار. في حين يسعى "عامر"، زوج "زهيّة"، إلى كتابة روايته عن زنجبار وعن أمّه الأفريقيّة "بي سورا" التي لم يبقَ منها سوى "الليسو" مخبّأ في خزانة والده غير القادر على نسيانها. تاريخ عُماني مُهمل يتكشّف عبر هذه الرواية، وقصص مرّت من دون أن ينتبه لها أحد.
"الثقافة كما نريدها".. للكاتب محمد الرحبي، وهو مجموعة مقالات تنوّه إلى قضايا فنية، كالحداثة الشعرية وثقافة الشوارع وكيف نستمتع بالفن، ويحتفي في بعض المقالات بشعراء وفنانين تركوا أثرا في الواقع.. كما يناقش موضوعات اجتماعية معاصرة كاتجاهات الشباب، وتمكين المرأة، والتقنية وأثرها على الواقع، مستشهدا بمقولات المثقفين. كذلك يطرح المسائل الثقافية المحلية عن الكاتب والكتاب العماني والملاحق الثقافية. ولا يفوته عرض تجاربه في السفر ومقارنة الأمكنة كمقاهي الشانزليزيه بمقاهي عمان. تلك المقالات المنشورة في الجرائد، مكتوبة بلغة سهلة ليتلقاها عموم القراء.