هي رواية الأسطورة .. والبحث عن أسطورة الرواية. تتبعها بشغف فوزية الفهدية حيث تتوارى الحكاية خلف الحكاية، لكنها تصر أن ثمة جانبا آخر لها، وحين نرويها تتبادل الأدوار معنا لتعود من جديد فتروينا، حيث فعل الروي أو الإرواء متتابع، وخلف الوادم ما يوحي بولادة مختلفة لا تتلاقى مع المسرود، ولا ما يريده السارد وهو يلاحق شخصياته، يفضلها حسب مقاسات الجبال والأدوية، ووفق انثيالات الكلام على ألسن الرواة جيلا بعد آخر.. العمل الروائي الأول للكاتبة فوزية الفهدية يأخذ قارئه بسلاسة اللغة وجمال الوصف إلى مساحات دافئة من القراءة. محمد بن سيف الرحبي
يبحث هذا الكتاب موضوعي الجمع الروائي والجمع اللغوي في تراثنا: الجمع الروائي الذي دونته المجموعات الحديثية المختلفة ونسبته إلى النبي والصحابة وتابعي الصحابة هو تراث إنساني يدرس بتصديق وهيمنة آيات الكتاب، وهذا يحفظ الدين من تشويش وشغب ما يرويه الناس، ويوظف الحديث معرفياً في نطاق آيات الكتاب. أما الجمع اللغوي الذي دون في كتب اللغة فقد تشبع بأعراف وتقاليد شعوب وقبائل المنطقة، وعند هيمنته على الكتاب فمن المنطقي أن نحصل على مآلات برائحة ونكهة الزمن الذي تولدت فيه تلك الدلالات اللغوية، وهذا النهج قديم لخصه ابن عباس فيما نسب إليه بقوله: (إِذَا قَرَأَ أَحَدُكُمْ شيئاً من القرآنِ فَلَمْ يَدْرِ مَا تَفْسِيرُهُ، فَلْيَلْتَمِسْهُ فِي الشَّعْرِ، فَإِنَّهُ ديوانُ العَرَبِ).
الجمل التي لا محل لها من الإعراب .. كتاب في حقل اللغويات، وهو للكاتب سامي بن علي الكندي ، تكون الكتاب من ثلاثة فصول، ركزت مباحث الفصل الأول عن الجمل وإعرابها، أما الفصل الثاني فقد فصّل في آراء النحاة في الجمل التي لا محل لها من الإعراب ومنها الجمل الابتدائية والاستئنافية، وأخيراً ألقى الباحث نظرة تقويمية لتلك الجمل التي لا محل لها من الإعراب، ليخرج بخلاصة جديرة بالاطلاع خصوصًا للمختصين في علم النحو
وها أنا الآن بصدد مغامرة سادسة، وهي إصدار هذا الكتاب الجامع لأعمالي القصصية. فكرت وترددت كثيرا، فقررت أن أحميها من النسيان، ولتُوجد في كتاب واحد يمثل تجربتي المتواضعة في الكتابة، وليكون مرجعا للمهتمين يعينهم على الاقتراب أكثر من عوالمها، وقراءتها كبنيان واحد متصل ومنفصل، وربما سيكتشفون حيوات وأماكن مختلفة، وسيقرأون حركة اتجاه عناصر التجريب والخيال واللغة بين كل إصدار وإصدار، وربما يحللون مدى نضج الكتابة والتجديد لدي.
مع اقتراب ذكرى العام المائة على رحيل شاعر الجوف- رحمة الله عليه- (ت: 1336ه ١٩١٧م)، لقيت مبادرة أحفاد الشاعر الأديب الشيخ المر بن سالم بن سعيد الحضرمي "شاعر الجوف"، متمثلة في تنظيم الأمسية الثقافية "الذكرى المئوية لرحيل شاعر الجوف الشيخ المر بن سالم الحضرمي" تخليدا لذكراه وأحياء لعطائه الشعري والأدبي تجاوبا رائعا من مركز نزوى الثقافي، بالاشتراك مع مكتبة الإمام جابر بن زيد بفرق، ومكتبة الشيخ محسن بن زهران العبري بالحمراء، والتي تعد أول فعالية رسمية تقام لهذا الشاعر الكبير؛ لتسليط الضوء على مسيرته العامرة بالعطاء الفكري والثقافي، وبمكانته المرموقة في الوسط الاجتماعي والثقافي بتلك الحقبة الزمنية، فقد كانت الساحة الشعرية والأدبية فيها زاخرة بكوكبة كبيرة من الأدباء والشعراء والعلماء.
"الخضراء" عشب الحياة الأخضر، ببحرها الذي يدفرها بالحب والحنين، برمالها التي احتضنت أقدام سكانها الطيبين، بنقوش الزمن علىخدود العابرين فوق أثير محياها الضاحك.. "الخضراء" لؤلؤة النهار وتغريبة المساء، كم من السفن التي عبـرت، وكـم مـن السـفـن التـي أنـاخـت، بهـا حكاوي السفن وحكاوى الأسفار والأمصار.. وبين أنين الصّواري وأنين العشّاق هناك الآلاف من الحكايات المدفونة في مناديس ذاكرتنـا تـتـلـوّن بـلـون "الخضراء".
أخذت ترجمة الذات في الكتابة مساحة إبداعية جديدة لها حضور متنوع الكتابات في عمان خلال الألفية الجديدة، وهي سائرة يوما بعد يوم إلى الشكل والتنوع من جهة، وإلى التطور والنضج من جهة أخرى بفضل ما يتحقق لها من روافد كتابية حديثة. فهي على ذلك جديرة بالدرس والاستقراء، لا لكونها تندرج ضمن المنظومة الإبداعية السردية فحسب، بل كونها تعبر عن قضايا الإنسان العماني في شفافيتها المرتبطة عضوا بالتعرية عن الحياة الشخصية الحميمة، وهو ما يؤهل مقام الذات الكاتبة لتكون الموقع الفاعل الذي يرصد خصوصيات منظور الإنسان العماني في صياغة الرؤيتين الذاتية والموضوعية (للأنا) والمحيط من حولها. ولا نشك في أن التجربة الكتابية الذاتية في عمان شلت من ناحية أخرى أبعادها الجمالية المخصوصة التي ساهمت في إثراء فضاء التجريب الكتابي في حقل أنواع كتابات الذات بصورة عامة.
كنت هارباً فتلقّفني التاريخ، أخذني بعيداً إلى هؤلاء المشرقين بلون الحياة الجميلة عشت معهم، رحلت إلى حيواتهم فكتبتها كما تخيلتها وعشتها، عشت معهم وعاشوا معي شهورا من الدفء والحنين شهوراً من الحضور والوعي والتجلّي، شهوراً هي الحلم الجميل والخيال المشرعة أبوابه لأفق الجمال وها أنا أشاركك التجربة أشاركك المتعة والفائدة تجربة مثيرة، لأنها ترسم ملامح عهد بعيد مشرق لأنها تلقي الضوء على شخصيات يكاد يلتهمها التاريخ لأنها تصوّر واقع البلد ثقافيا ودينيا واجتماعيا.
الحوار مع سعيد بن سلطان الهاشمي يشكل متعة حقيقية ليس فقط لأنه مستمع جيد، ومثقف مطلع على أمور كثيرة في الحياة.. ولكن أيضا لنبرة التفاؤل والثقة التي يغرسها فيك وهو يعض على الحروف.. في هذه الحوار معه احتفاء بحصوله على جائزة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء للإنجاز الثقافي البارز لعام ۲۰۰۹ سنتعرف على الهاشمي عن قرب، عن دراسته للعلوم السياسية وتأثيرها عليه لاحقاً، وعن نشاطه في تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني بشكل عام، وجمعية الكتاب والأدباء بشكل خاص وعن تجربة الكتابة في الشأن الثقافي العام، وعن المشاريع الثقافية الرائدة التي أشرف عليها في محاولته لنشر الوعي الثقافي لمجتمعه .. وعن سعيد الهاشمي الإنسان قبل كل شيء.
استحضرت كرمش العين مشهد الموظفين ذوي البزّات وهم يركضون إلى بوابات السنترال بارك، ظلت تتأمل المشهد طويلا. «مم يهربون بينما يشعلون سجائرهم على عجل ويختبئون هناك؟ يهربون من منهاتن الرمادية إلى منهاتن الخضراء.. مثلا؟»، وكمن حصل على إجابة، أغمضت عينيها بفزع، عبرت الحافلة ولم تر الصخرة الضخمة وسط السنترال بارك، عرفت أن عليها النزول والتجول في الحديقة لترى، تذكرت جدالاتها الطويلة عندما كانت رئيسة نادي المبتعثين ومقولتها الشهيرة: «إن مسقط مدينة رأسماليتها، رغم كل شيء، أقل توحشاء». تخايلت لندن فجأة في رأسها في رحلة قصيرة يوم الغد، عليها أن تستعد لها، وشعرت بضجر مهين عندما تذكرت أن عليها ترتيب حقيبة السفر مجددا، ثم عادت تفكر «هل هذا هو نفسه شبح منهاتن الذي يرغم مسقط على الإتيان بهذه الحالة المدعوة بالعزلة التي تتصف بالسأم؟». كان قلبها لحظتئذ، بينما تعبر بهم الحافلة فوق جسر بروكلين، يهتاج ذاهلاً كموج مطرح
“يواصل الزبيدي سرده لتاريخ ثورة ظفار، ولكن هذه المرة على لسان امرأة ظفارية هي (مثال) فيحكي قصتها، بل قصة حياة شعب ما قبل وأثناء وبعد ثورة ظفار، التي بدأت منذ منتصف الستينيات، واستمرت لما يقارب العقد في جنوب سلطنة عمان. تتناول الرواية كثيراً من الأحداث التي وقعت في جبال الجنوب العماني في بداية النّصف الثاني من القرن العشرين، وتحكي غير حكاية تخص أشخاص ذاك التاريخ من قادة ومجاهدين وثوار، وتحفل بالكلام على عادات أناس ذلك الزّمن وتقاليدهم، وتصف معالم الأمكنة القديمة وما طرأ على الحياة من تغيرات. وهي بكل ذلك تكاد تكون رواية تاريخية، إلا أنّها تبقى مندرجة في المنظور الذي حكم رواياته السابقة من حيث تركزه على مفهوم الزمن وحركة التحول والتداخل، الأمر الذي يحملنا على ألّا نعتبرها رواية تاريخية بقدر ما هي رواية تستعين بالتّاريخ لتطرح السؤال نفسه عن الوجود ومعناه.”
تأتى مساءلة قصيدة النّثر العُمانية من منطلق رؤية التّداخل بين الشّعرى والسّردي فيها، وهو في حقيقة الأمر مساءلة نقدية لحضور الشّعرية بوجه عام، شعرية تتماهى فيها القصيدة العُمانية مع حركية القصيدة العربية وتطورها مشحونة برؤى الحياة، وخلخلة القيم المتوارثة مع نسيج السّياق الثّقافي العربي؛ هكذا تتناسل القصيدة العُمانية، وتتجدد مع عاصفة تغير بُنى القصيدة، واختراق بنائها بشكل عام، وإعادة بناء قوامها بحلية جديدة تحكمها علاقة داخلية تمثّلت بالذّات المتشظية مع نفسها، وأخرى خارجيةً بتفاعلها مع المحيط حولها بما هو معرفي وثقافي وإنساني ووجودي؛ وبهذا استطاعت القصيدة العُمانية على غرار القصيدة العربية تحطيم الثّوابت، وإعادة بناء خصائصها الفنية، وإنتاج ثيماتها الموضوعاتية التي تتسق مع الحياة الجديدة بما فيها من كينونةٍ شعريةٍ; ومرتكزات نقدية.