واستقال الملاح ديوان شعر للشاعر عثمان بن راشد العميري، يحتوي علي قصائد عمودية مكتوبة بلغة تصويرية مجددة، تتنوع موضوعاتها بين الذاتية التأملية والعاطفية، يوظف معطيات الطبيعة برومنسية حديثة كالصحراء والبحر معمقا دلالاتها، يقول في قصيدة واستقال الملاح: "يشيخ علي مقلتيَ انتظارُ، أما آن أن تستقيل البحارُ، مرافئ منفاي عن سندبادٍ، سأخلع بحري، إني القرارُ"
ديوان البوح لعلي الحامدي، ديوان يشتمل على قصائد رثاء للسلطان الراحل قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، وقصائد أخرى توزعت في أغراض شتى في المناسبات كالوطنيات، والأعياد، والدينيات، وحتى عن جائحة كورونا. يقول في إحدى مرثياته: "أتى الموت ظمآنا فحلّ بساحنا، فخيّم فينا الحزن دهرًا نراقبه، لقد رحل السلطان قابوس سيدي، عظيم السجايا، لاتعدّ مناقبه"
ما لم تقله الأرض .. لوسام العاني، وهو شاعر عراقي. يضمّ كتابه "ما لم تقله الأرض" حزمة من القصائد العمودية المطعمة بقصيدة التفعيلة، يعلو الإيقاع الخليلي على جو القصائد فيطفو الطويل والبسيط والكامل والمتقارب وغيرها من الأوزان القديمة التي يعالج محتواها بلغة تصويرية جديدة يطرح من خلالها هواجس الذات في خطاب المؤنث الحبيبة الأم الأرض "فكوني القصيدة كوني مجازا" موظفًا الأساطير كأسطورة سيزيف، والمصطلح الصوفي في بعض قصائده. يمزج وسام العاني بين النغم العالي والصورة الشعرية الضاحّة بالدلالات.
ترويض الفيلة .. للشاعر فيصل الحضرمي اشتملت المجموعة الشعرية على الستين نصًّا نثريًا، تغلب عليها روح السرد، والتأمل في الوجود، ومعطيات الطبيعة، وخيالات الطفولة، وحضور المرأة بشتى دلالاتها، تظهر الشعرية من عناوين نصوصه مثل صلاة ذات أجنحة، لو أن القصيدة سألتني، مرثية في آخر ما تبقى من شعر يواصل السقوط. وهذا مقطع من نص استحالات: "أستحيل جبلًا، لأطوح بالشمس خلف كتفي، وأنام، فأنا التعب، وأنا السهاد الذي لم يغمض له جفن".
صدر لعلي الهاشمي مجموعة شعرية بعنوان "كان ظلا وارفا". اعتمد على نظام المقاطع المرقّمة، فلم تحمل المقاطع الشعرية المتوزعة بين القصيدة العمودية وقصائد التفعيلة وبعض مقاطع نثرية لم تحمل عناوين داخلية، إلا أن الخيط الناظم لها هو حضور الذات في عموم الخطاب، وطغيان عاطفة الحب: "إني أحبك، لا أطيق تكتّمًا، والسر تفضحه لك العينان، ولهان يا أنسي، ولست بتائب، الله يعلم ما أرى وأعاني".
"كطائر يحلم بالمطر" مجموعة شعرية للشاعر يونس البوسعيدي، احتوت على أفقين شعريين رئيسين أضغاث أنا قوامه قصيدة العمود والتفعيلة والأفق الآخر بئر الدهشة قوامه قصيدة النثر، تفرع منهما عناوين عالية الشعرية بما استحضرته من صور مدهشة، ودلالات عميقة اتخذت من الثنائية والمفارقة أداة للدهشة مثل الأكمه الرائي، لقطة سينمائية لظل، لغة عمياء، كيف أشكر الحجر. يكتب في نص قالت الغافة: "قالت الغافة، أعيدوني بذرة في مهب الريح، لأتحرر كالطير الذي على هامتي".
الحياة ليست دائما كما تبدو، ولهذا فقد تكون هناك الكثير من الأشياء موجودة لكنها لا ترى ولا تسمع ولا تحس . وإن كانت الحياة في مجرياتها غير واضحة المعالم لمن يعيش لحظاتها وساعاتها، فلا شك أن النهاية مجهولة وأن ما بعدها أكثر غموضا منها. وعموما، فقد تحمل بعض الأسماء أكثر من معنى، وقد تكون هذه المعاني متضادة في دلالاتها. لكن هكذا هي الحياة، فكما أن في الحياة خريفا كخريف جنوب عمان يجلب البهجة، فإن هناك خريفا يسقط الأوراق ويذهب بالبهجة، لكن تلك الأوراق المتبقية على غصون الأشجار، يمكنها أن تقاوم السقوط حتى يأتي الربيع مزهرا قشيبا. إن أعمق دروس خريف هذا العام، هو أنه مهما كانت أوجه وسمات الخريف الذي نعيشه، فإنه سيمضي ليأتي فصل آخر من فصول السنة، لكن الأمل والدافع للحياة يجب أن يبقى مهما كانت الصورة والظروف المحيطة بها.
"لست أعرفني" قصائد في الشعر النبطي تتخللها نصوص فصيحة للشاعر محمد سالم المسلمي، تغلب عليها حضور الأنثى عتابًا واشتياقًا، ومساءلة الزمن، والمصير، والأصدقاء، والأرض. يقول في نص "حلم السراج": "لا صرت أنا ذاك الضرير اللي عشق حلم السراج، والريح تعصف في ضلوعه أسئلة وانتي الطريق، أبسألك وانتي الربيع اللي ذرا بعيني العجاج، وش هو نهاية عشق هذا الليل لاحضان الحريق"
على دثار النجمة.. ديوان شعري للشاعرة خديجة علي المفرجية. ضمّ ما يربو على العشرين قصيدة تفعيلة تتوزع بين التأملات الذاتية والعاطفية يقول في نص (في كل قلب): "تتدثر الكلمات، تحرسها، مراثي الوجد، والتحنان فيها، لا يُملّ، يا قلب قلّب، قلبك العذري في، عمق الشعور".
هنا تقف الجغرافيا بشموخها تناطح رأس التاريخ، تلبس حلة خطوطها من زبرجد، وتطريزها من نحاس أحمر، شيلتها مرصعة بالأحجار الكريمة ياقوت، ومرجان، وعباءتها من حرير الماء، تتزيا بالنور تحت وطأة الشمس الذهبية المحرقة التي زادتها صلابة، وبهاءً، ونصاعة في وقت واحد لتبدو كنموذج، وشاهد على التاريخ الذي لم يكتب.
يفصح عبدالرزاق الربيعي عن عدد كبير من المشاعر التي تتمحور حول الشوق، والشعور بالعزلة التي فرضتها معطيات الزمان والمكان. وجاءت المجموعة في مئة وثلاث وسبعين صفحة من القطع المتوسط، وضمت ثلاثا وخمسين قطعة تراوحت بين قصيدة ومقطوعة وشذرة، وغلب عليها شعر التفعيلة، في لغة تجسدت فيها وجدانيات غطت مساحة كبيرة من عمر وتجربة الشاعر.
الملاحظ على شعر عبدالرزاق الربيعي، إلى جانب هذه الوجازة المعبرة، متانة النسيج اللغويّ، وقدرة التمثيل التصويري على تكوين مجازات تشف عن حالات النفس وإشكال الوجود باقتدار فائق، كما إنه بارع في التحرك الرشيق عبر مواقف مختلفة في الخطاب الشعريّ، كما نلاحظ صفاء مائه الشعريّ، وامتلاكه لزمام البيت العمودي وهو يحيله إلى نثار ورد مضمخ بعطر الأسلاف. صلاح فضل (ناقد) / مصر