(سلطان عمان سلطان قابوس، الله حياهم عمان واجد زين، شقيقة، شقيقة في القلب عمان وباكستان شقيق كبير وخير المسلمين سلام لأهل عمان سلام، همکو سلامات رکیه، همکو باکستان طرف عمان بوهوت سلام هیه)، کلمات نطق بها لسان رجل كبير في السن معبراً عما يختلج من مشاعر صادقة يكنها في قلبه، بعدما توقفنا على الطريق في مكان ما، وقبل أن نترجل من المركبة أقبل علينا، وهو يرحب بنا بطريقته الخاصة بعدما جادت قريحته بكلمات تأثرنا بها، وهو يصف ويعبر عن عشقه الخاص لغمان، مثمنين له تلك الكلمات التي قالها عن بلادنا وعن سلطاننا.
من خصائص الديوان: أولا) الأدب الملتزم: الذي تمتزج فيه الذاتية مع الموضوعية، ثانيا) النزعة الدينية: فالمعتقد الديني الواعي يساعد الإنسان علـى رؤية الـحياة بشكل أعـمـق، ثالثا) عمود الشعر: لم يخـرج الشاعر عن عمـود الشـعر التقليدي العربي لم يخرج عنه شـكـلا ولا مـضـمونا ولا أسـلوبا لـم يخـرج مـن حيث المعاني والأخيلة والصور والبعد عن التكلف والتعقيد والغموض. رابعا) شعر وجداني: الشعر هـنا نابع مـن الشعور الحق، لم يكتبه صاحبه للتكسب لم يكن شعر مجاملات ونفاق
مع اقتراب ذكرى العام المائة على رحيل شاعر الجوف- رحمة الله عليه- (ت: 1336ه ١٩١٧م)، لقيت مبادرة أحفاد الشاعر الأديب الشيخ المر بن سالم بن سعيد الحضرمي "شاعر الجوف"، متمثلة في تنظيم الأمسية الثقافية "الذكرى المئوية لرحيل شاعر الجوف الشيخ المر بن سالم الحضرمي" تخليدا لذكراه وأحياء لعطائه الشعري والأدبي تجاوبا رائعا من مركز نزوى الثقافي، بالاشتراك مع مكتبة الإمام جابر بن زيد بفرق، ومكتبة الشيخ محسن بن زهران العبري بالحمراء، والتي تعد أول فعالية رسمية تقام لهذا الشاعر الكبير؛ لتسليط الضوء على مسيرته العامرة بالعطاء الفكري والثقافي، وبمكانته المرموقة في الوسط الاجتماعي والثقافي بتلك الحقبة الزمنية، فقد كانت الساحة الشعرية والأدبية فيها زاخرة بكوكبة كبيرة من الأدباء والشعراء والعلماء.
في البدء كان المكان: بهلا، حيث مستودع الأسرار المنثالة من التقاء الجبال بالصحراء، وحيث الإنسان الذي عشق الأرض، محضها العمر والعمل والحُلم، فولدت المدينة، ثم نمت، فتمددت، ومثلما تولى السور الكبير بصباحاته وبواباته المتيقظة وظيفة حراسة المدينة من مفاجآت الخارج؛ تولت المكتبات، من الداخل، بتعددها وثراء مكوناتها الحِرفة الأمضى أثرا: الأمضى أثرا: التعليم. إن مكتبة الندوة العامة كالإنسان الذي عاش على أرض بهلا تجري في عروقها وتحتفظ في جيناتها، كما تجري في العروق كل تلك الخُطى التي سارت على دروب المعرفة، كل تلك الجهود التي بُذلت لتسلق سفوح العلم الوعرة، كل الطاقات، والهمم، التي تأملت، وتفكرت، ودونت وكتبت وحفظت ودرست ودرّست، رغم شظف العيش وضيق الحال ونأي المسافات، ورغم السياسة والجغرافيا والتاريخ والتناقضات التي لا تعترف لا بقعر ولا قمّة؛ ظلت فكرة المكتبة ممتدة ومضيئة ومتقدة، وهنا تكمن الحكاية التي تستحق الإشادة والتكريم والإجلال
تحكي "عشق هادئ" للروائي الإيراني نادر إبراهيمي (1936-2008م) قصة حب عميقة لمُعلم مُثقف من الريف يقع في غرام فتاة آذرية مليحة تُدعى "عسل"، قبل أحداث الثورة الإيرانية عام 1979. يُقدم الأستاذ العاشق عبر قوة الحب والأمل – رغم سلسة المتاعب الجسيمة التي تنال منه من جراء نشاطاته الشتى خارج الحقل التدريسي في ظل النظام الملكي- نموذجًا بسيطًا ولكن عميقاً للحب النابض بالتجدد لحياته مع زوجته، متجاوزًا كل ما يمكن ما يمكن أن يُكّدر صفوها ويضعف من وهجها بعد ظهور مشاكل جديدة متصلة بالحياة اليومية الروتينية للزوجين بعد قيام الثورة الإسلامية. تدعم سير أحداث الرواية المشوقة حوارات جذابة، ولغة سهلة متدفقة، وتأملات بالغة العذوبة والرقة، تجعل قارئها يتوقف عندها وتدفعه للتفكير في الدليل الشامل الذي تقدمه الرواية عن إمكانيات العشق الحقيقي الهادئ وقدرته على تجاوز المحن، في أكثر الأوقات عصفًا بالإنسان، وأشدها حلكة، ولعل هذا ما يحتاجه كلّ منا، في هذا اللحظة أكثر من أي وقت مضى.
قصص "قوانين الفقد" هندسة عربية مختلفة في بناء القصة. خطوط سردية تتوازى في المسير، ومع ذلك تتقاطع مع خطين آخرين ندركهما، ألا وهما خطي الحياة والموت، وما يمضي بينهما من ميلاد وفقد. ثمة قوانين ونقاط تقاطع ومثلثات متشابهة وغيرها من الإحالات والمفارقات. استطاع مازن حبيب حشد عوالم غائرة بتفاصيل حيَّة تبدو حيَّة تبدو إلى الوهلة الأولى هامشية، إلا أنها مع توالد المشاهد الدرامية الصادمة تصبح عميقة وذات مغزى، لتثير كل قصة على حدة من القصص الخمس أسئلتها الخاصة. تشد هذه التفاصيل الدقيقة حزام ذاكرة القارئ، وتحيله إلى ما قد خبره واستقر في وجدانه، بعد أن طواه النسيان باستحضار عوالم الزمان والمكان والشخوص. في القصص مفارقات مدهشة تفتن القارئ بما فيها من علاقات توازن بين ألم الفقد وسخرية الحياة وطرفتها أحيانًا. نظَّمت قدرة الكاتب على السرد المُسترسل والافتتان بالتخييل المتحرِّك عوالم هذه المجموعة القصصية، وليس أمام القارئ إلا الإمساك بجمر التفاصيل التي تمثلت فيها لمعرفة قوانين هندسة الفقد.
هذا ليس كتابا عن الدراجة الهوائية، رغم أنها الثيمة العامة المتجلّية في العنوان والبارزة فيما بعده، ويا للمفارقة! انطلق حمود حمد الشكيلي بالدراجة الهوائية كمدخل مهم للحرية أولا وللحب دائما، فنقرأه متأمّلًا للاثنين معا، ساكبًا روحه فيهما، وممارسا لطقوسهما معًا. لا تشكّلُ الدراجة الهوائية وسيلة مواصلات متاحة من مئات من مئات السنين للطبقة الكادحة فحسب، وإن كان من الممكن النظر إليها بهذه الخلفيّة، وهذا ما لا يطمح إليه الكتاب في عمقه، بل إنها وسيلة حرية في زمن تضيق فيه الحرية الفردانية للأشخاص والجمعية للأمم، حيث عززت الأوبئة من العزلة القاسية كسجن قسري؛ عوضا عن مشروع الحرية الكبرى للإنسان وخلاصه من قيود تحدّ من حركته الجسدية والروحية والفكريّة، كأنما خلاص الإنسانية كلها بدا مرهونًا على عجلتين. يعبُر كتاب الدراجة الهوائية للشكيلي بقرائه في المزيج الفريد إلى الأنواع الأدبية والكتابية المتعددة، فنجده باحثًا تاريخيًا في أصل الأفكار، ومدونًا نصوصًا وقصصًا، ومستكشفًا حالاتٍ ويومياتٍ حميمة، ومتأمّلًا أشعارًا مُعبّرة، وحالمًا مُتخيلًا لما هو أبعد من الواقع، عائدًا بنا إلى ما يدغدغ الطفولة في مشاهد يتآلف معها القارئ، وتستثير حنينًا كثيرًا ما راوده فيها.
أجابتها قائلة: كثير من الهوامش هي التي تعطي للكتاب قيمته، ومن دونها تصبح النصوص خالية من المعاني، ربما ستعيشين حياة على الهامش ولكن النتيجة هي أنك ستعطين معنى لحياة الآخرين، حياة من تحبين. أحيانًا يبلغ استعدادنا للتضحية في سبيل من نحب درجة أننا نتخلى عن ذواتنا... وعن ذكرياتنا.
لا أرسم الحياة ولا أقتات من اليقين، هو توفيق الله الرازح في كل مخمصة ونيرإ لم يكن السكراب معنمداً يوماً على نوع معين من العربات الامريكية، ولم تكن ذاكرتي تخمن طريقة بيعي وشرائي لتلك العربة أو الأخرى، بل هو العقل والفلب معاً حينما يجتمعان يستتان كل معنقد أو موروث سلبي علق في الذاكرة.
وليحضنني أمانك يا الله كي تذوب مخاوفي، ويطمئِنّ قلبي، فإني أسألك الأمان والسكينة، فأنت رب كليهما. ان أنصح عن البعثرة المخبَّاةوسط صفحات الكتاب اللذي بين يديك، ولكن ليعلم قلبك بأنَّ هذه البعثرة قد حقَّنتُها لك من وريدي بالتحديد؛ رغبةً في ان يهدأ نبض قلبيقليلاً، وأبقى على قيد الحياة.
"تقول الرواية أحيانًا ما لا يقله التاريخ". رواية ( فتنة العروش) أول سرد أدبي يميط اللثام عن أحداث تاريخية كثيرة في حياة ملوك النباهنة بشكل عام ويضيء سيرة الملك الشاعر سليمان بن سليمان النبهاني بشكل خاص.
في هذه الرواية يتلاصق الجنون المغيّب للعقل مع البحث العلميّ المتقدم المعبر عن سعة العقل وقوة إدراكه، وتتلاقح عبر سطورها، الفلسفة والتأمل والطيران بعيدا عن المنطق والأفكار المقيدة لشطحات العواطف. إنها رواية يمتزج فيها الشرق والغرب والعرب وأوربا من خلال بطلها الغرائبيّ المتكوّن من أب عُمانيّ يحاول الفكاك من وطأة تقاليد الريف وعادات القرية حتّى اهتزت قواه واضطرب تفكيره، وأمّ إيرلنديّة لم تستطع احتمال ذلك الجوّ الصارم ففرت هاربة بطفلها الصغير تاركةً أخاه الأكبر يواجه قدره غير مبالية به.