هـا هـي أطراف اقدامه تحط على حذائه الزهيد، حتى استقرت فيه، وتعامـد الـنـور والظلام في عينيه، لم يلبث إلا وقد ادرك الرؤية بعد تثاقل النعاس على أهـداب عينيه، هـا هـو شرف الدين يقترب من جـرة الماء، ليزيـح بقايـا النعاس بقطرات الماء اللطيفة، يميناً شمالاً، تحركت اصابعه على تضاريس وجهـه، وهي تدفع بالماء مع كل حركة. وبعد برهة من الزمن، ساقت اقدامه جسده النحيل حتى توقفت بالقـرب مـن المائدة (طاولة خشبية عتيقة، تحيط بها أربعة مقاعـد مصنوعة من الخيزران).
سكن لهيب شمس النهار، وذهبت لترقد، بدأت تظلم، وأنارت مصابيح السيارات الطريق، وباتت عيون القطط متقدةً باللمعان، فكأنها ليلة عرس قد تزينت بها، وأنا أتذوق متعة القيادة دون رفيق؛ فللسفر بحال كهذا طعم خاص. أسبح في خيالات الذكريات، وأرصفة الماضي تارة، والحاضر المثير تارة أخرى. هي لحظة اتفق فيها القلب والعقل، واستقر الإلهام العابر ليتسلل إلى أناملي، فكانت تالين.
“خط الشيخ أبو عبيدة عشرات القصائد في مختلف المناسبات والمواقف منذ زمن الإمام الخليلي إلى عهد السلطان قابوس ابن سعيد. يغلب على قصائده الخطاب السياسي الداعي للوحدة، وحقن الدماء، ونصرة الدين، وعمارة الأوطان، وإصلاح ذات البين، وتقريب البعيد، وإراحة الشعوب من ويلات التخلف والحروب. كما نلمس في خطابه التفاؤل والمعاني الإيجابية والنظرة السياسية الثاقبة التي تميل إلى الاستقرار والسلام مقابل التيقُّظ والحذر، والضرب بيد من حديد للمعتدي على الوطن؛ فالقصيدة في قاموسه أداة أدبية فعّالة لتغيير المواقف، وشحذ الهمم، وتحقيق التعليم، ورسالة عميقة المعنى قوية التأثير في مختلف الأغراض بإيقاعها المُترنَّم به منذ أن حَفظت المعلقات أدبيّاتها، وقيَّد الخليل لبناتها.”
أدرك أن الكتابة عن تجربة النادي الأهلي مع المسرح هي كتابة منقوصة؛ بسبب عدم وجود الوثائق مكتملة، إلا في صدور المؤسسين، الذين اكتفوا برواية تجربتهم شفاهيا كلما دعت الحاجة إليهم! وسبب ثان يجعلها منقوصة أن جل مؤلفي المسرح نفسه الطليعيين ما زالوا أحياء -أطال الله في أعمارهم وأمدهم بالصحة- ولم يقولوا حسب تقديري كل شيء. بالإضافة إلى ذلك أن عددا من الذين اشتغلوا بالأعمال المسرحية من ممثلين وممثلات وفنيين، هم أيضا شهود عصر على تجربة كانت مشرقة ومبهجة في وقتها، وما زال جميع هؤلاء يحتفظون في صدورهم بشهاداتهم، وهي شهادات من شأنها أن تضيف إلى باقي الجهود المبذولة إضافة هامة.
"يوم الزينة" تجربة متميزة ومغامرة جديدة في الكتابة المسرحية العربية تتناول أزمات الإنسان في البلاد العربية، والهجرة بين أوطانها من خلال معاناة المرأة وهمومها الكبيرة ... تقدم لنا الربيع شخصيات نسائية تجتمع في مسقط لكي تمضي قدماً في نضالها لأجل لإثبات وجودها في عالم موبوء بالشر والمكيدة، كل ذلك عبر حوار متماسك، حيوي، سلس، نابض بالمرارة والسخرية ومنولوجات تكشف عن قوة سردية فاعلة تدفع بفعل المسرحة إلى الأمام.
يضم هذا الكتاب مجموعة منوّعة من الدراسات والمقالات حول قضايا مختلفة في السرد والنقد والثقافة. وقد حظيت القصة القصيرة في الباب الأول منه "السرد" بالنصيب الوافر، فجاءت عناوين الدراسات فيه معبّرة عن شغف كبير بهذا الفن، من مثل "قراءة دلالية في قصة "أيها الكرز المنسي"، وخطاب القصة القصيرة في مجموعة "رفرفة" للقاصة العمانية بشرى خلفان، وصورة الأنثى وحضورها في القصة القصيرة العمانية وأفق التحولات. أم الباب الثاني من الكتاب "النقد والثقافة" فقد جاء في تنويعات أضفت على الكتاب طباع الموسوعية التي لا تفتقر إلى عمق النظرة واتساع الأفق، فكانت عناوين من مثل "الثقافة أم خديعة الأمل؟" و" في ثقافة الصورة" و "الدراما الخليجية وواقع الأسرة المتغير" وغيرها من المقالات التي تتسع لقضايا النقد والثقافة معا.
فاطمة البرواني المعروفة باسم ”فاطمة جينجا” شخصية ليست من الشخصيات التي يمكن أن تمر مرور الكرام على مَنْ يقابلها، إذ لها الكثير من المحطات التي تستدعي القراءة والتأمل والتحليل والتفكير، فهي المخضرمة التي عايشت تفاصيل وأحداث مرحلتين في زنجبار: مرحلة ما قبل انقلاب 1964م وما بعدها، وهي الأديبة، وربيبة القصر، وابنة شهيد، والزوجة (سابقًا) لقائد جيش الانقلاب!! ولعدة رجال بهويات مختلفة، وهي أم لقرينة رئيس زنجبار السابق، وكذا لواحد من وزرائها، ورغم تعدد اهتماماتها فهي أيضًا المرأة النمطية التي أنجبت عشرة من الأولاد والبنات!!… فلثراء ولتناقض مفردات رحلة حياتها ولتقاطعها مع مفردات التاريخ والحياة السياسية في زنجبار… أصبحت مثارًا للجدل ولكافة علامات الاستفهام. د. آسية البوعلي
«فالتقيت بالناس، وجلست مع هذا وزرت ذياك، فأخذت صورة حية طرية مما جرى بعيني وشـهود العيان، ولم أقصد بهذا الإحاطة بصنائع«شاهين»، فذاك أمر عظيم، وحسـبي مما رأيته وسمعته إنها لإحدى الكبر (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ). حينها حركت يراعي مبسملاً ومحمدلا لله الحي القيوم مصليا ومسلما لخير من وطيء الأديم بنعله،
وها أنا الآن بصدد مغامرة سادسة، وهي إصدار هذا الكتاب الجامع لأعمالي القصصية. فكرت وترددت كثيرا، فقررت أن أحميها من النسيان، ولتُوجد في كتاب واحد يمثل تجربتي المتواضعة في الكتابة، وليكون مرجعا للمهتمين يعينهم على الاقتراب أكثر من عوالمها، وقراءتها كبنيان واحد متصل ومنفصل، وربما سيكتشفون حيوات وأماكن مختلفة، وسيقرأون حركة اتجاه عناصر التجريب والخيال واللغة بين كل إصدار وإصدار، وربما يحللون مدى نضج الكتابة والتجديد لدي.
«عجيب أمر هذه الأنثى، يتداول الناس اسمها مذيلا بتاء التأنيث، لكنه تذييل زائف، وقعـت هـي فـي شـركه أولا، حين كانت طفلة تحدق فيالمرايا وهي ترتدي مكاسي العيد، وتضع على مقدمة شعرها تاجا ملونا بألوان قوس المطر، ثم تخرج مباهية أترابها بمنمنمات أنثى تفتش عنحلو الكلمات، ونعومة المديح، وجمال الوصف، فتمتزج النظرات، وتطفو الضحكات، وتتراقص الضفائر، وتنتشي الكفوف بحمرة الحناء، ثم لاتلبث أن يطال شباكها عمرُ المراهقة، حيث شطط الانتظار لتلك النتوءات النامية.. تتمسمر عند مرآتها، تقيس خصرها، وتلامس جسدها براحتها، ترقبه وهو يتأهب لملاقاة إرهاصات الأنوثة المنتظرة، تستشعر حمحمة روحها التواقة لمجاراة النسوة وعالمهن الحافل بالدهشة، لكن كل ذلك لا يلبث أن يتلاشي، لتستفيق عيناها الحالمتان على حقيقة مرة؛ هي ليست ككل النساء