ابنة الساموراي كتاب يعرض القصة الحقيقية للسيدة ايتسو ايناجاكي سيجيموتو مدرسة اللغة اليابانية والتاريخ في جامعة كولومبيا بأمريكا. نشر لأول مرة في عام 1925م. عرضت السيدة سيجيموتو في هذا الكتاب التاريخ والعادات والتقاليد لبلادها والمعتقدات البوذية والشنتوية الراسخة آنذاك في فترة الإقطاع، بلغة جميلة سلسة من خلال تفاصيل حياتها في جبال اليابان النائية والقارسة الأجواء. تأخذ القارئ معها في رحلة يستشعر معها التحول الجذري الذي مرت به بلادها حين انتهى حكم الشوجون. والصراعات الداخلية بين الأفراد في العوائل اليابانية نتيجة للصراع بين السالف والحديث. وأثر الثقافة الغربية (للبرابرة الحمر)، كما وصفهم اليابانيون آنذاك، في أدق تفاصيل الحياة اليابانية. سيجيموتو التي كانت عائلتها تعدها لتكون راهبة بوذية انتهى بها المطاف أستاذة جامعية في قارة بعيدة ومختلفة كل الاختلاف عن بلادها. کتاب شائق ماتع ومناسب للصغير والكبير، وكما وصفه كاتب المقدمة: «قصة تفوق قصص الأساطير متعة وتشويقا»
على أول الدرب يا رب دعني إلى آخر الحب يا رب أوصل صلاتي أعذني من الحزن يا رب من سطوة الهم والخوف والدمع من كسرة لا ترى من ألين يبل الشرى من خطاي التي لا تسير إليك و من أن أضل الطريق إليك وألا أثر إليك ديوان شعر منوع، تنوعت فيه القصائد بين العاطفة بشتى تضارباتها من حب وغدر وهجر وفراق وحنين، وقصائد قومية، وإنسانية، وروحية.
ثلاثة عقود تفصلنا عن ديوان الشاعر العماني عبدالله الريامي الأول «فَرْق الهواء» (1992)، ثلاثة عقود ترقبنا فيها هذا الديوان الجديد فإذا هو ممحاة للزمان، وقصائده تذلل الانتظار، تجعله فترة وجيزة أمام قدرتها المدهشة على صوغ خريطة شعرية هائلة ومترامية لجيش من رجل واحد، لجمهرة من شاعر واحد متفرد، يلملم ما تبقى لنا من شعر وحب في هذا العالم.
استحضرت كرمش العين مشهد الموظفين ذوي البزّات وهم يركضون إلى بوابات السنترال بارك، ظلت تتأمل المشهد طويلا. «مم يهربون بينما يشعلون سجائرهم على عجل ويختبئون هناك؟ يهربون من منهاتن الرمادية إلى منهاتن الخضراء.. مثلا؟»، وكمن حصل على إجابة، أغمضت عينيها بفزع، عبرت الحافلة ولم تر الصخرة الضخمة وسط السنترال بارك، عرفت أن عليها النزول والتجول في الحديقة لترى، تذكرت جدالاتها الطويلة عندما كانت رئيسة نادي المبتعثين ومقولتها الشهيرة: «إن مسقط مدينة رأسماليتها، رغم كل شيء، أقل توحشاء». تخايلت لندن فجأة في رأسها في رحلة قصيرة يوم الغد، عليها أن تستعد لها، وشعرت بضجر مهين عندما تذكرت أن عليها ترتيب حقيبة السفر مجددا، ثم عادت تفكر «هل هذا هو نفسه شبح منهاتن الذي يرغم مسقط على الإتيان بهذه الحالة المدعوة بالعزلة التي تتصف بالسأم؟». كان قلبها لحظتئذ، بينما تعبر بهم الحافلة فوق جسر بروكلين، يهتاج ذاهلاً كموج مطرح
تكسر خطى الفتى محمد صمت القرية المخاتل، هذا «المكان» الذي يتفجر، تحت أقدامه، بالحكايات المتوارية خلف جدران البيوت وبين الأحراش وفي الوهاد، حيث تتشابك مصائر ابن الغجرية مع ابن المجنونة، فالعم صالح والوالي المتسلّط وغيرها من شخصيات ترنو إلى حياة عادلة فإذا هي محض سراب، وما من بوصلة سوى هذه المغامرة الجريئة التي يضعها بين أيدينا الروائي العماني أحمد م الرحبي كمن يسحب دلو ماء من بئر مظلمة، ليسقي عطشنا بسرد متدفق يجمع الرقص بالقيد، والغطرسة بالتوق للحرية، ونداءات الحب.
الرواية الحائزة على جائزة ميديسيس لعام 2019 تستغرق أحداث هذه الرواية يومين فقط، لكنها مثقلة بهموم الأسرة المعاصرة، بما تعكسه من تصدعات وانكسارات، وصراعات بين الأجيال؛ اختلافات في القيم والمواقف والسلوكيات وأنماط العيش... هناك فوارق حياتية وفكرية شاسعة بين الأب 'فرنسوا'، الطبيب الناجح، المؤمن بقسم أبقراط، المتشبع بقيم الأسرة، وبين ابنه 'ماثيو'، الفتى الذهبي، صاحب النجاحات الخارقة في مجال المال والأعمال، لكنه المسكون بنزعة مادية لا حدود لها، وابنته 'ماتيلد'، طالبة الطب التي لا تجد غضاضة في أن تحب رجل عصابات وتتوله به من شدة عشقها له. وهكذا، يقدم الكاتب 'لوك لانغ' رواية سوداء حول الروابط الجديدة داخل الأسرة البورجوازية، إذ لم يعد الحبّ يُقيم سداها، إنما صارت محكومة بما تملكه هذه الأسرة، بل بما يملكه الفرد الواحد منها، من مال وجاه. لكنه يعرض رؤية فلسفية، في الآن ذاته، إلى عالم آخذ في الأفول، وآخر بصدد الانبثاق، مثلما يعرض اختيارًا خاصًا في الكتابة الروائية، ينبني على تصوير الأحداث، وتشذير الأفكار، وعلى الجمل الطويلة، وجمالية الكتابة وإعادة الكتابة، والمحو والإضمار
تتم الروائية الأمريكية نعومي شهاب ناي في "سلحفاة ميتشغان" حكاية روايتها "سلحفاة عمان"، الحائزة على جائزة "كتاب الشرق الأوسط لعام 2015". سافر الصبي عارف العامري أخيرًا مع والدته، بعد أن وافق بالحيل الذكية التي حاكها جده المحب. ملأ حقيبته بتذكارات جمعها أثناء ترحاله الوداعي لبلده عمان، وحلق وأمه إلى مكان الإقامة الجديد مع والده في مدينة ميتشغان. أثناء استعداده للسفر ظل يقرأ عن مدينتي ميتشغان وديترويت، يجمع عنهما من الإنترنت معلومات تؤهله للدخول إلى مجتمع جديد وثقافة مختلفة. بقي عارف طوال الرحلة الطويلة يقظا متحفزا لكل جديد يراه في رحلته التي ستكشف عنها هذه الرواية. عشق في ميتشغان طبيعتها وبحيراتها وفواكهها اللذيذة كالتوت الأزرق والكرز الأحمر، وتعلق بسلاحفها، وتخير أصدقاء مذهلين من مختلف بلدان العالم. أحبّ مدرسته الجديدة ومعلماته، وعاش مفاجآت سارة في الحي والمدرسة. أخيرا، اهتدى عارف إلى قناعة خاصة أو حكمة حياة بأن الجميع قادر بتفاعله واستمتاعه على تحويل الأمكنة النائية والغربية إلى أوطان جديدة.
لعنة العائلة أن أفرادها لا يأبهون أبدًا بأي شيء، يعرفون كل أبعاد مشاكلهم. يرون الحقيقة المرة واضحة أمام أعينهم لكنهم لا يحركون ساكنا لإنقاذ ذواتهم، تماما كما يحدث حين يمشي رجل طيلة الليل ثم ينام من فرط التعب، يستيقظ صباحًا ليدرك أنه ينام على سكك الحديد. يسمع قطارًا يأتي من بعيد.. لكنه لا يريد تحريك جسده. يقول: "أتعبني ما أنجزت فيما مضى من رحلتي. القطار بعيد. حين يقترب سأتصرف". ليس به إعاقة لكنه لا يجد الوقت مناسبًا للتصرف. ويسمع القطار يقترب وهو ينتظر، ثم في الوقت الذي يفترض أنه يتصرف فيه يغلبه النعاس فيدوسه القطار. عبدالعزيز الفارسي
رواية الأمير الصغير من الأعمال العالمية المشهورة، وقد طبعت وترجمت إلى حوالي 250 لغة. يعرض كاتبها الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري قصة طيار تعطلت طائرته في الصحراء. يلتقي الطيار بأمير صغير أتى من كوكب آخر تاركا زهرته التي يحبها وبراكينه التي يعتني بها. يزور الأمير الصغير كواكب كثيرة، ويلتقي في كل كوكب بأشخاص مختلفين.
بدهشة يصيخ الصغير إلى صلصلة عصافير الليمونة، مودعة شمس القرية. مع دوران الشمس يبست الليمونة، وتشردت العصافير .. وهو لم تسعه القرية. كلما شاهد عصفورًا بين المباني الراكضة إلى السماء يسطع في ذاكرته مشهد "الصلصلة". خميس قلم
قال له صديق قديم كان يزوره في نهايات كل أسبوع: عليك أن تغير مكان إقامتك، مثلك ينبغي ألا يسكن هذا المكان المتهالك. يدرك هارون الرشيد أن هذه البناية التي تقع على ضفة شارع الفراهيدي قبالة مسجد السلطان قابوس في روي، ما عادت تتحمل أمثاله. إنها بناية تئن تحت وطأة الروائح الزنخة القادمة من وراء البحار! يدرك أن لديه القدرة الآن على أن يختار المكان المناسب الذي يريد، لكن المكان المناسب هو هذا المكان، فشقته هذه تذكره بأن احتمالاته ما زالت غير مضمونة تماما، كما أنها تحمل ذكريات لا يريد الاستغناء عنها، ذكريات صاخبة جدا، ذكريات أغلبها حلولا مرارة فيه. قبل عدة سنوات فقط كان جرس الباب سيصدر نغمة مألوفة له، سيبتسم حينها، ويفتح الباب. ها هي غرايس تطل من خلف الباب، تطل بهيةً نظرةً، مملوءة بالحياة. ستقول له: أي ميس يو! سترتمي في حضنه قليلا، وتهديه قبلةً عاشقة، قبل أن تعاتبه لأنه لم يتصل منذ يومين.