أتبع وعل الشاعر
ربما كان حبي الأقدم شجرة غاف أو سمر أو قرط أو شريش كانت خراف عائشة ونعاجها ومعيزها تسرح وتمرح وترعى تحتها وإلى جوارها. أو ربما تلك الموجة الزرقاء التي حاولت أن تبتلعني وأنا أساعد الصيادين في سحب القارب کي يستقر على الشاطئ في رحلة صيد الأسماك ذات صباح باكر. ربما كان حبي الأول صخرة أحاول دحرجتها عبثا، أو وطنا مسوّفا محزوما في لعابي، أو أما مسافرة في قلبها إلي، أو سمكة تنفض فضتها في أشواقي، أو نخلة هيفاء تقرّب إلى أنفي -وأنا نائم أحلم بها- روائح طلعها المقدس ورطبها الجني. ربما كان حبي الأول موتا تجاوزني، أو حياة منقلبة ومتدحرجة تشبه ملامحها فتاة ما، خزّنتني في بوصلتها الماكرة، وفي جهاتها المتحولة، فتاة لم أرها ولم ألتقها حتى هذه الساعة. ربما كان حبي الأول صفحة بيضاء كالتي في فيلم سينمائيّ، أو زاوية حادة تنبعث فيها عزلتي الذهبية أو دمعتي التي تفيض بالحنين إلى شيء غامض موارب عنّي.