الأعمال القصصية الكاملة لعبدالعزيز الفارسي
لا ترتبط الأعمال الكاملة بموت المؤلف، وإنما أيضًا بذكراه. إنها ترياق ضد النسيان والغياب الذي يحدق اليوم أكثر من أي وقت مضى بالكاتب وآثاره، وبهذا فالأعمال الكاملة بقدر ما تحيي الذكرى بقدر ما تحيي القراءة، إنها دعوة إلى إعادة القراءة، ليس فقط لأن كل إعادة قراءة هـي اكتشاف تماما مثل القراءة الأولى كما يؤكد إيتالو كالفينو، بل كذلك لأن إعادة القراءة هي ما يصون المنتوج الأدبي من التقادم الذي يتربص اليوم بجميع المنتوجات، منتوجات ما أن تكون حتى لا تكون كما يقول عبد السلام بنعبد العالي. هذه الأعمال الكاملة تجميع للمتفرّق ولملمة للمشتت، إنها توثق دورة حياة الكاتب، تجيء به إليك، وتجعله في متناول الجميع، كما أنها شهادة على نهاية مسار. محمد الساهل