الاستعارات المعرفية: دراسة في قصيدة التفعيلة العمانية
مع التغيرات المتلاحقة التي شهدها العالم والتطورات العلمية والتكنولوجية التي تسارعت وتيرتها في القرن الأخير، أصبحت تتخلق نظرات جديدة للنص، وللأدوات التي يعالج بها هذا النص، مدفوعا هذا بتطور مجموعة من العلوم الجديدة المعاصرة التي أصبحت تفرض واقعا جديدا وتتكاتف معا لتنتج مخرجات أكثر قدرة على المساهمة الفاعلة في عصر تغلب عليه التكنولوجيات المتقدمة. وأصبحت العودة لمحاكمة المسلمات القديمة حتمية عندما أصبحت لا تلبي متطلبات العصر، وعندما أصبحت أيضا الكشوفات والتطورات في العلوم المحيطة تفرض نفسها بنتائج أكثر تقدما وتقول بعدم صلاحية تلك المسلمات في المحيط وبطبيعة الحال فعلوم النص وأدوات معالجته ونظرياته القديمة ليست استثناء من ذلك, ومن بينها الاستعارة. فالاستعارة اليوم في الدراسات الحديثة -وخاصة المعرفية- ليست هي الاستعارة كما طرحها أرسطو ونظر إليها، وتبعه من جاء بعده من علماء البلاغة العربية, فقد تغير النظر إليها جذريا، وأصبحت دلالاتها قبلية وبعدية وكذلك في بنية النص نفسه، ومعها أصبح الاستقراء أكثر اتساعا ليس للكاتب أو الأديب فقط، وإنما للفكر الذي تتحرك من خلاله وفيه بل هي نفسها أصبحت صانعة لهذا الفكر.