البحر في الشعر العماني المعاصر
ارتبطَ الإنسان العُماني بالبحر منذ فجر التّاريخ، فانعكسَ ذلك على مظاهر حياته اليوميّة، وظهرت تجلّيات هذا الانعكاس في الحركة الأدبيّة عمومًا، وبخاصة في المدوّنة الشّعرية؛ إذ تفاعلَ الشاعر العُماني مع بيئته، وتأثّر بها سواء أكان من أبناء البيئة الساحلية أم غيرها، وتبدّى هذا في شعره واقعيًّا ورمزيًّا بما يتناسب مع عصره، ووفقًا لأفكاره وتجاربه الشخصيّة. إنّ عالم البحر بمظهره ومخبره، وبأسراره وغموضه وإيحاءاته، مكَّن الشاعر العُماني من استحضاره واستلهامه واتّخاذه رمزًا والإحالة إليه، ويبدو هذا ماثلًا في عدد كبير من القصائد التي اعتمدت على البحر محورًا أساسيًّا أو فرعيًّا. ويتناول هذا الكتاب موضوعَ البحر من خلال دراسة الدواوين التي صدرت بين عامَي 1970 و2000؛ للتعرف على كيفيّة توظيف الشّعراء العُمانيين المعاصرين للبحر، ودلالة ذلك في تجاربهم الشعريّة على اختلافها وتنوّعها.