البيرق (حارة الوادي)

نظر إليهـا مـفكّـرا فـي تلك الليلـة التـي قضاهـا هنـاك، شغلته ميمونة وهـو الـذي لـم تشـغلـه امـرأة مـن قبـل، تتأملـه عـويـدة، تبحـث عـن حقيقـة مـا يقولـه لـهـا، للحظـة ظنت أن الحكايـة التـي أخبرهـا عنها لم تـكـن سـوى مـن نسج خيالـه أو ربمـا يـمـزح، رغـم أن المـزاح ليـسمـن صفاتـه، وعجبـت مـن أنه يجلس معهـا ويحكـي لهـا شـيئا يخصـه وناصـر ليـس مـن عادتـه إخبارهـا بشـيء، فهـو بطبيعتـه غـامـض وقليـل الكلام، ولـم تـكـن تصـدّق مـا سـمعت لـولا أنهـا رأت القروش الفضّيـة اللامعـة المخبأة فـي جـرابٍ جلديّ جديـد أحضـره مـعـه ، كدليـلٍ علـى صدق كلامه، ورغم ذلك سألته باستنكار: - عن تكون غزيت شيء من القبائل؟ ضحـك مدهوشًا منهـا ومـن تفاصيـل الحكايـة التـي لـن يصدّقهـا هـو نفسه لو حدّثه بها غيرُه.
كود المخزن: 714
ر.ع.‏ 7.000