الجمع (الروائي/اللغوي) بين الكتاب والتاريخ
يبحث هذا الكتاب موضوعي الجمع الروائي والجمع اللغوي في تراثنا: الجمع الروائي الذي دونته المجموعات الحديثية المختلفة ونسبته إلى النبي والصحابة وتابعي الصحابة هو تراث إنساني يدرس بتصديق وهيمنة آيات الكتاب، وهذا يحفظ الدين من تشويش وشغب ما يرويه الناس، ويوظف الحديث معرفياً في نطاق آيات الكتاب. أما الجمع اللغوي الذي دون في كتب اللغة فقد تشبع بأعراف وتقاليد شعوب وقبائل المنطقة، وعند هيمنته على الكتاب فمن المنطقي أن نحصل على مآلات برائحة ونكهة الزمن الذي تولدت فيه تلك الدلالات اللغوية، وهذا النهج قديم لخصه ابن عباس فيما نسب إليه بقوله: (إِذَا قَرَأَ أَحَدُكُمْ شيئاً من القرآنِ فَلَمْ يَدْرِ مَا تَفْسِيرُهُ، فَلْيَلْتَمِسْهُ فِي الشَّعْرِ، فَإِنَّهُ ديوانُ العَرَبِ).