الحنين إلى طوبي

الروح.. حرك قلم سماء عيسى؛ فكان «الحنين إلى طوبى» مدة من مداده، لم تكن فصول ومقالات هذا الكتاب مجرد انثيال عقلي جاف، بل فيض من الروح. ربما العقل استحضر المشهد في مبدئه، بيد أنه ترك للروح يأخذ مجراه، يفتش عن تلك القلوب التي سكنت الخلوات، لتناجي الله، ولتشهد حضرته، وتستلهم من فيوضه، إلا أنها لم تعتزل في الفلوات، بل كانت همماً تسعى بالخير في مجتمعها، والقدوة التي حذا حذوها العارفون. لم يقف روح سماء عيسى عند أبواب «مساجد العباد» حيث تراتيل الزاهدات والزهاد تتردد بين سواريها، بل امتد ليستنطق الجمال والمحبة من قصائد الشعراء، ونصوص الأدباء، ونقوش المحاريب، فكان القلم يستمد الإلهام منها بما لم تقف عليه العقول من قبل.
كود المخزن: 676
ر.ع.‏ 3.000