الرجل النائم إلى جوارك
استحضرت كرمش العين مشهد الموظفين ذوي البزّات وهم يركضون إلى بوابات السنترال بارك، ظلت تتأمل المشهد طويلا. «مم يهربون بينما يشعلون سجائرهم على عجل ويختبئون هناك؟ يهربون من منهاتن الرمادية إلى منهاتن الخضراء.. مثلا؟»، وكمن حصل على إجابة، أغمضت عينيها بفزع، عبرت الحافلة ولم تر الصخرة الضخمة وسط السنترال بارك، عرفت أن عليها النزول والتجول في الحديقة لترى، تذكرت جدالاتها الطويلة عندما كانت رئيسة نادي المبتعثين ومقولتها الشهيرة: «إن مسقط مدينة رأسماليتها، رغم كل شيء، أقل توحشاء». تخايلت لندن فجأة في رأسها في رحلة قصيرة يوم الغد، عليها أن تستعد لها، وشعرت بضجر مهين عندما تذكرت أن عليها ترتيب حقيبة السفر مجددا، ثم عادت تفكر «هل هذا هو نفسه شبح منهاتن الذي يرغم مسقط على الإتيان بهذه الحالة المدعوة بالعزلة التي تتصف بالسأم؟». كان قلبها لحظتئذ، بينما تعبر بهم الحافلة فوق جسر بروكلين، يهتاج ذاهلاً كموج مطرح