الشيبة أبو بشير محمد بن عبدالله السالمي (1896م - 1985م) - رحلة حياة ومسيرة واقع
والحق أن هذا السفر المتميز الممتاز حاول أن يحيط بسيرة هذه الشخصية المهمة الفذة وأن يستقصي ملامحها وتراثها، وأن يبين شأنها ودورها ومكانتها كيفما أمكنه ذلك، فجاء سفرا نفيسا نادرا قيما تفتقر مكتبتنا العمانية إليه، ويسد فراغا في تاريخ عمان الحديث، وهو ينبئ عن جهد غير هين بذله كاتبه في جمع شوارده وملاحقة مصادره وترتيب أقسامه وأبوابه، ليخرج بهذه الصورة الشيقة المفيدة، ولهذا وجب علينا أن نوجه له التحية والشكر والثناء الجميل على هذه التحفة الثمينة التي أهداها لأبناء وطنه. لقد استطاع (الباحث) الوصول إلى معلومات جمة مثيرة ونادرة أسس عليها مؤلفه الضخم الفريد، وقد توفرت له هذه المعلومات من خلال مقابلات مطولة أجراها مع كثير من الأشخاص الذين كانوا على صلة حميمة بالشيخ من أبنائه وأقاربه، وكذلك مع أصدقائه ممن واتتهم فرصة التعرف إليه ولقائه والاجتماع به، أو من خلال وثائق مهمة اطلع عليها وهي كثيرة العدد متنوعة الأغراض والمقاصد، وأهمها أصول الرسائل التي أرسلت إلى الشيخ ونقول رسائل قام هو بارسالها، وفي تلك الرسائل- المرسلة والمتلقاة- فيض معلومات تميز كثير منها بالندرة والأهمية البالغة مما يجعلها ذات أثر في تاريخنا العماني المعاصر، ويمكن أن تلقي الأضواء على غوامض والتباسات أحاطت بعديد القضايا والحوادث، هذا إضافة إلى ما التقطه الباحث من بيانات وأخبار تتعلق بالشيخ الجليل وأدواره الحياتية المتنوعة والثرية، ومواقفه البينة الصلبة العنيدة في مواضع، والمرنة إن كان الحال يحتمل المرونة.