الطريق 60
هكذا فجأة، استيقظت لأجد نفسي أمشي في شوارع رام الله، وأجوب الخليل ونابلس وبيت لحم. وفي صور أخرى أقف عند قبة الصخرة وأصلي في بيت المقدس، وهنا في صورة ثالثة عند منبر صلاح الدين الأيوبي داخل الحرم الإبراهيمي، وأقطف الزيتون، وأعيش حصار أبودیس، وطلقات الرصاص، وتهجير شعب من وطنه، واستفزاز المستعمرين، وقطع الطريق، وأقف عند الحواجز، بغية الوصول إلى الجهة الأخرى من المدينة. كل هذا الوجع، لا يساوي شيئا، أمام فرحة أم بخروج ابنها الأسير بعد ثلاثين عاما من الإذلال في زنازين الاحتلال، أمام رقصة فرح تشعر فيها أنك إنسان آخر، غير الذي تعرفه. أطلق ساقي للريح، أحاول أن أهرب من واقعي، فاصطدم بمرارته في غدي الآتي.. فالأم التي فرحت بعودة ابنها الأسير، اكتشفت أنها وقريتها، تعيشان في الأسر، وتقبع في سجن بداخله سجن أكبر.