العلاقة بين الامامة والسلطنة في عُمان 1863 - 1913م
تُعدُّ سلطنة عُمان من أبرز دول شبه الجزيرة العربية تاريخياً، ومع هذا فهي أكثر دول المنطقة غموضاً ويعد تاريخها من أكثر تواريخ المنطقة تداخلاً وأصعبها فهماً، وهو غامض كغموض البلد نفسها، وصعب كصعوبة تضاريسها بسبب موقعها المتميز وتداخل القبائل وتنوع المذاهب والتنافس الاستعماري. ومن هنا تظهر أهمية هذا الكتاب الذي يسعى لدراسة العلاقة بين نظامين متصارعين على الحكم إبان الفترة من 1868-1913م: نظام السلطنة الذي يدعو إلى عدم الأخذ بالشرعية في كافة نواحي الدولة بل فيما يتناسب ورغبات حكامها، ونظام الإمامة الذي يدعو إلى تطبيق الشريعة في كافة نواحي الحياة وفق المذهب الإباضي، لذا لم يحظ بتأييد الكثير من العُمانيين لتستره بالمذهبية فأبعدته عن هدفه الأساسي وهو إصلاح الدولة وتحولت الإمامة إلى محاولة للتخلص من الآخر وتهميشه.