الغابة الفاضلة
ليس عنوان "الغابة الفاضلة" -وحده- باعتباره متعاليا نصيا رئيسا قادرا على البقاء في ذهنية القارئ ومتخيله المعرفي، إنما شخصياتها تراهن على أن تظل رواية حاضرة في تاريخ البناء التراكمي للقراء: لانتمائها إلى نوع أدبي قديم متشكل منذ كلاسيكيات الأدب العربي في كليلة ودمنة، وفي أعمال أخرى تلته في الآداب الإنسانية بلغات العالم المختلفة. تكمن قوة "الغابة الفاضلة" في انحيازها للأفكار، وجمالها باعتبارها نصا أدبيا لافتا يتقاطع مع تلك الرغبة الصادقة في أن يبني الحيوان غابته الفاضلة مثل ما حاول خيال أفلاطون أن يبني للإنسان مدينته الفاضلة. بين الواقع المجازي في عالم حيوان "الغابة الفاضلة" والواقع المتخيل من عالم الإنسان استطاع عادل المعولي كتابة نص مختلف عن السائد المألوف، ليترك قارئ غابته الفاضلة يبحث عن أي من شخصيات روايته الأقرب إليه.