امرأة وغيمة

الليلة كان الوجع أكثر قدرة على نخر عظام ظهرها. كابدت حتى لا تصرخ. لا تريد أن يعلم أحد بهذا الالم الذي تعلم سببه! لو تنبه لها والدها لألصقها بالعار ولخبأتها والدتها تحت أغشية سميكة وخانقة. • ماذا بإمكانك أن تصنعي في هذا العالم؟ • أن أغمض عيني ولا أستيقظ !
كود المخزن: 371
1.500 ر.ع.‏
العملاء الذين اشتروا هذا المنتج اشتروا أيضا

ثلاث قصص جبلية

وفي صباح يوم جمعة يصعب نسيانه، رأيته في ساحل «السيب» يرفع سمكة كبيرة من ذيلها. كان متوترا وهو يبحث عن سيارة أجرة؛ جبينه المعروق مقطَّب ورقبته لا تتوقف عن الدوران. اقترحت عليه أن أوصله، فرجاني أن أسرع كي لا تُفسد الحرارة سمكته. طلب مني كذلك إشعال إشارات الخطر. وحين أوصلته وهمّ بالنزول تمتم، بنبرة مَن يكلّم نفسه: الحرارة لا تُحتمَل. في المرة المقبلة سأطلب سيارة إسعاف ﻹيصال السمك سالما إلى البيت!
1.500 ر.ع.‏

صائد الفراشات الحزين

مع ذلك فإنَّ ما حَدَثَ البارحةَ كان أمراً صغيراً بإمتيازٍ، أمراً عَرَضِيّاً يَحْدُثُ دائماً، حتَّى إنَّهُ لا يجبُ أنْ يُحْدِثَ أيَّ تأثيرٍ، لكنَّه، وللغرابةِ وحدَها، أحْدَثَ تأثيراً، تأثيراً غريباً جدّاً، فهو لم يَكْتَفِ فقط بإستبدال الهدوء بالصَّخبِ، بل أيضاً أضفّى على الجَوِّ كثافةً ما تُشْبهُ الرُّطوبةَ في ثِقَلِها، لكنَّها ليست الرُّطوبةَ، فهي أشْبَهُ بالإمتلاء الذي تُحسُّ به في فمها عندما تبتلعُ قطع حلوى "الماشملو" الإسفنجية الكثيفة الناعمة التي تبعث فيها الإحساس بأن كل المجسات الدقيقة على لسانها وكل خلايا فمها راضيةٌ تماماً، راضيةٌ ومُمتلئة.
1.500 ر.ع.‏

النذير

في الرمق الاخير من اليل .. تنبثق متر هلا للعتمة الرابضة في المستنقعات .. تعلو شفتيك ابتسامة عمياء، وفي حديقتك زرقة البحر واتساع الصحراء. تنمو فوق لسانك الكلمات المخضرة كالربيع. تنمو .. فتتناثر أعضاء في الاعتداد. تحرقك التساؤلات .. وتقرع جمجمتك الطرية النواقيس الممتدة حتى أبعد نجمة في درب التبانة. تتشظى من أمامك المرئيات، وتنشطر من فوق لسانك الكلمات المنضرة فتبكي. يحويك الضباب الخانق. ويلفك التسكع بلغة الدوران في المدى. تغبر مقلتاك وتتوهن عظامك وتتقصف على ذاتك الساخطة إيماءة بقنوط ضارم وياس سميت. يتجعد و جهک وتنسحق فتاتا في سبيل التواجد المجبول على الصمت. وساعة الاندثار العصيبة .. ترغب في ركعة عميقة لزرقة السماء الغائبة. هذا هو
1.500 ر.ع.‏

نقوش

ففي حين نبقى نحن من الساعة الرابعة وحتى نهاية النهار نبيع في محصولنا البسيط، يختفي هو بين اللحظة والأخرى تاركا محصوله أمانة عندنا ومحذرا إيانا من مغبة التفكير في أخذ ولو عود صغير منه، بينما يملأ لأحد المشترين كيسا ويرافقه إلى مدخل خلفي لبناية البنك التي تقف خلفنا، يغيب هناك لدقائق ثم يعود لوحده ليكمل البيع. كان يرافق الكثيرون منهم إلى مدخل البناية تلك وفي معظم الأحيان يقفل عائدا لوحده من دون رفيق. وكان العالم الذي يأتي من كل حدب وصوب من مطرح يسكن في تلك البناية. وحين نسأله إلى أين يذهب مع المشترين يصرخ فينا مهددا بمنعنا من البيع مجددا غدا إذا عاودنا السؤال، فلا نملك إلا أن نصمت.
1.500 ر.ع.‏