بيت الطين.. لماذا الظاهرة الإجتماعي؟
ثمة علاقة عضوية قائمة - علاقة الجـزء بالكل؛ وعلاقة الكل بالجـزء - بين بيت الطين؛ كَمُكَـوّنٍ مـادي؛ وبين الظاهرة الاجتماعية؛ كَمُكَـوّنٍ معنـوي؛ ولأن الصورة ليـس مـن اليسير تركيب تفاصيلها، أو تقريـب تقاطعاتها، بما يقرب المكونين، مـن خـلال التنظير فقط، فإن الأمر؛ في المقابـل يستلزم الكثير من الاقتراب من واقع الحياة، الذي تمثلـه سـلوكيات وأنشطة الناس، ولأن هـذا الواقع غير ثابت، وغير مستقر؛ فإن الضرورة تقتضي الإسراع أكثر نحـو تسجيل لحظاته في الزمـن الـذي نعيشه، لأن مـا مـضى تلاشـت صـوره؛ أو تكاد، ولأن القـادم لا يزال يبحـث عـن مـوطـئ قـدم ليتشكل، ويتجسد، ويطرح نفسـه عـلى أنـه بديـل لما كان، أو لمـا هـو حاضر. فمعنى ذلك أن الزمن المتاح لتحقيق ذلك قصير جدا، وبالكاد يفسح المجال للملمـة مـا تبقى، ومـا هـو متاح.