تأريخ المضيبي رحلة في سبعين عاما (1308هـ - 1378هـ)
إن النفس البشرية جبلت على التعلق بالمكان الذي ولدت فيه، وانعقدت به وشائج القربى والرحم، وتوطدت فيه علاقات الجوار والمعرفة، وقد كانت بلدة المضيبي أول أرض مس جلدي ترابها ، ودرجت فيها حياتي مغمورا بنعم الله الظاهرة والباطنة ، ولذا فإن نفسي ما انفكت تدعوني إلى البر والوفاء لهذه البلدة العامرة بالخيرات بتدوين تاريخها المشرق وأيامها النيرات ،ولا ريب أن مذاكرة تأريخ الأوائل والأسلاف يبعث في النفس الهمة والعزيمة ؛ حتى تترسم خطى الصالحين ، وتتجنب خطوات الطالحين ، فالتأريخ هو المختبر البشري الذي لا يخادع ولا يحابي ، من استقرأ أحداثه بعين البصيرة ، وسبر أغواره بمبضع الحقيقة، أضاءت له المعالم، ومضى في حياته على هدى ورشاد.