نحن في عمان نتيح فضاء أمام الآخر لمناقشة قضايانا الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية، والثقافية، والفكرية، بيد أن الأمر إذا بلغ مرحلةتشويش الحقائق، استوجب علينا قول كلمة الحق؛ لأن السكوت عن الحق يترك المجال واسعا أمام المغالطات؛ لتصبح حقائق في يوم من الأيام. نعلم جميعا أن تناقل المعلومة سابقا كان يأخذ أزمنة مديدة، فكانوا يقضون عشرات السنوات لتقصيها، إلا أن المجريات اختلفت في حاضرنا، ففي مكتبك تستطيع الحصول على كافة المعلومات العلمية والإخبارية في شتى مناحي العلوم والمعرفة؛ نتيجة لهذا العالم الذي أصبح مترابطا فيما بينه عبر وسائل إعلامية متقدمة، التي قد تستعمل أيضا في معطيات سلبية؛ حتى لتغيير القرارات السياسية في أكبر وأقوى دول العالم تكنولوجيا وتقنيا. سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري
يجمع هذا الكتاب بين دفتيه ما وثقته مجلة اخبار لندن المصورة عن سلطنة عمان منذ تأسيس المجلة عام 1842م إلى نهاية عهد السلطان سعيد بن تيمور عام 1970م. وكذلك ما وثقته المجلة عن زنجبار في أثناء الوجود العماني هناك. وتوفر وثائقيات المجلة مادة متنوعة عن التاريخ العماني المعاصر، نصاً وصوراً، لا سيما التاريخ ذي الصلة بالعلاقات العمانية البريطانية، وتطورها عبر الزمن منذ أن وصلت بريطانيا إلى الشرق عبر أسطولها البحري التجاري والعسكري. وقد بذل المؤلف، مشكورا، جهدا كبيرا في تجميع ما نشرته المجلة في أعدادها التي صدرت لأكثر من قرن، وتحليله والتعليق عليه؛ مستندا إلى مراجع ومصادر أخرى عنيت بعمان وتاريخها. ويأمل الناشر أن يقدم الكتاب للباحثين والدارسين والمهتمين بالتاريخ العماني مادة قد تقود إلى مزيد من الجهود البحثية، وتوفر للباحثين مادة أولية في التاريخ العماني المعاصر.
تُكمن أهمية هذه الدراسة من حيث سلامة النقل البحري، كونه يواجه تحديات ومشكلات عديدة سواء على مستوى الدولي أو الإقليمي. خصوصاً بعد التطور الكبير الذي شهدته الملاحة والنقل البحري، وأهم تلك التحديات جريمة القرصنة البحرية. حيث ظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة كان العالم يعتقد أنها من أساطير الماضي وتعرضت لها على وجه الخصوص الملاحة العربية، هذه الظاهرة هي القرصنة البحرية في أعالي البحار وفي المياه الإقليمية لبعض الدول العربية ومن ضمنها سلطنة عمان، وتعرض لهذه القرصنة الأفراد والسلع. وتعني عودة القرصنة في زمن تجوب المحيطات أساطيل الدول الكبرى على المستوى العالمي مع وجود ظروف محلية تجعل عملية السيطرة على المياه الإقليمية لبعض الدول أمراً متعذراً، وأكثر من عانت في هذا الشأن هي الدول المطلة على منطقة القرن الافريقي وبحر العرب، وهنا سيكون الكتاب معني بالقرصنة في بحر العرب المحاذي لسلطنة عمان والقرصنة في القرن الافريقي.
بدأ الجرف القاري يشكل قاعدة لمطالب الدول الساحلية منذ "إعلان ترومان" في 28 ديسمبر 1945م، والذي نص على أن الموارد الطبيعية الموجودة في قاع وما تحت قاع الجرف القاري المجاورة لشواطئ الولايات المتحدة الأمريكية تخضع لها ولرقابتها. وقد كان هذا الإعلان الحلقة الأولى في سلسلة من القرارات الرامية إلى مد ولايات الدول الساحلية إلى الأطراف القارية المجاورة لها، كما شكل فرصة لطرح تساؤلات حول مفهوم الجرف القاري وطبيعة الحقوق المخولة للدول الساحلية عليه. والجدير بالذكر أن الجرف القاري بموجب المادة (76) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار 1982م هو "قاع وباطن أرض المساحات المغمورة التي تمتد من خط الأساس إلى ما وراء البحار وبحد أقصى 350 ميلاً بحرياً، أي أن الجرف القاري هو الامتداد الفعلي والطبيعي، لقاع البحار والمحيطات (الجزء الأرضي الغارق تحت سطح البحر)". ويقصد بالمنطقة الاقتصادية الخالصة: هي المنطقة التي تقع خلف البحر الإقليمي وملاصقة له ضمن هذه المنطقة، فأن الدول الساحلية تمتلك حقوقاً سيادية فيما يخص الاستخدام الاقتصادي والصيد والموارد المعدنية.
تُشكل المؤشرات الجغرافية وسيلة مهمة للتعرف على المنشأ الجغرافي للمنتجات والسلع، حيث يتم ربط المنتج والمنطقة الجغرافية؛ نظراً لأن خصائص ومزايا المنتج تعود بشكل أصيل إلى تلك المنطقة. بحيث يندر وجود هذه الخصائص في المنتجات المماثلة من المناطق الأخرى. وقد بدأ التحرك على المستوى الدولي والوطني لحماية المؤشرات الجغرافية بسبب أهميتها الكبيرة وخاصة بالنسبة للدول الغنية بالثروات الطبيعية والزراعية والصناعات التقليدية. وتناولت هذه الدراسة التعرف على المؤشرات الجغرافية وجهود الحماية القانونية الدولية والوطنية ونطاق هذه الحماية والاستثناءات الواردة عليها وتقييم هذه الحماية في القانون العُماني بالمقارنة مع الاتفاقيات الدولية وبعض قوانين الدول العربية، وقد انتهت الدراسة بإبداء بعض النتائج والتوصيات المتعلقة بقانون حماية المؤشرات الجغرافية.
معجم المصطلحات القانونية المستعملة في مكاتب السلطة الدولية لقاع البحار، وكذلك المعنية بالقانون الدولي للبحار (عربي، انجليزي، فرنسي) لمساعدة المترجمين والمفسرين والمختصين والمتفرغين والمعنين بالأمور القضائية والقانونية.رويهدف المعجم لتسهيل العمل في المسار القانوني بتعيين معان متماسكة وثابتة للمصطلحات القانونية المعاصرة بشكل خاص ويدرج معناها حسب ما يمليه التفسير القانوني واستعمالاته في القضايا والإشكاليات المطروحة بشكل ينسجم مع المعنى المراد باللغة العربية. كما يحتوي المعجم بشكل خاص على المصطلحات المستعملة في القانون الدولي وقوانيين الملاحة البحرية.
اجتاحت الثورة المعلوماتية والتكنولوجية المهولة حياتنا اليومية لتبتلع التعقيدات الجغرافية، ولتطوي طرفي الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، مما أتاح الفرصة للمتلقي العادي أن يصبح مشاركا في صناعة الأخبار ونقل الأحداث الحية، فتحولت نشرات الأخبار التلفزيونية من قنوات تصب فيها مجموعة من البيانات والمعلومات حول حدث ما إلى نافذة تسمح للمشاهد أن يطل من خلالها على كل المستجدات والأحداث اليومية أولا بأول، ومن هنا تنامى الاهتمام بالدور الذي تضطلع به الأخبار التلفزيونية، و تأثير مضمونها على المتلقى، ودورها في تكوين رأيه واتجاهاته الفكرية. وفي ضوء هذه التغيرات المتلاحقة أصبحت نشرات الأخبار أكثر إقناعاً واستطاعت أن تستحوذ على عواطف الكثيرين من خلال نقل صور حية ومباشرة من بين أزقة الوقائع والأحداث، وبالتحديد في إطار أزمة ثورات الربيع العربي التي عصفت بمختلف البلدان العربية، وتركت الجرحى والقتلى على قارعة الطريق.. نقلت لنا نشرات الأخبار من عيون كاميرات الهواتف الذكية مشاهد حية لم نكن لنتخيّل وقوعها أو رؤيتها في يوم من الأيام على شاشات التلفاز الذي كان مجرد وسيلة للترفيه و التسلية والتثقيف، فأصبح اليوم سبباً لإفزاع الكثير من المشاهدين. بل اقتضى الأمر، أحياناً، أن يتم تحذير المشاهدين من بعض المشاهد الدموية والعنيفة التي تتضمنها النشرات الإخبارية. هكذا دخلت نشرات الأخبار في صراع ما بين الرغبة في نقل الحقيقة كما هي، وبين الالتزام بما تقتضيه الأخلاقيات الإعلامية والمهنية من نبذ للعنف ومراعاة لقداسة الوجود البشري الذي يتعرض كثيرا للانتهاك.
عندما تحركت الدبابات السوفيتيةُ جنوبا لغزو أفغانستان مساء 24 ديسمبر/كانون الأول 1979؛ كان كاتب هذه الحروف رضيعا. ومنذ تلك اللحظة وأفغانستان ساحة حرب ومكايدة بين الإمبراطوريات المتشاكسة. فلم تعرف أرضُ الأفغان استقرارا في تاريخها الحديث إلا ما بين استقلالها عن الإنكليز 1919، وذلك المساء الشاتي الذي بيّتتْها فيه دباباتُ الجيش الأحمر. غير أن الصراع على أفغانستان أخذ منعرجا ملحميا يوم غدتْ سفوحُها ووهادُها مسرحا لأقوى قوة في التاريخ الحديث: الولايات المتحدة الأمريكية. فمنذ عبرتْ المقاتلات الأمريكية جبال الهندوكوش مساء السابع من ديسمبر/كانون الأول 2001 عادت أفغانستان مرةً أخرى لفصل آخر من فصولها مع الغزاة. لقد كانت هذه الحقائق في ذهني وأنا أحزم حقائبي مسافرا إليها، موفدا من قناة الجزيرة لتغطية خروج الأمريكيين منها، ودخول طالبان إلى عاصمتها. كنت أستشعر أنني أكتب الأحرف الأولى من تاريخ صحفي سيبقى. كما كنت أحس، وأنا أجول بين مدنها وقراها، ذلك الدبيب الداخلي المنعش الذي يستشعره كل مؤرخ، أو واعٍ بالتاريخ في الأماكن المفعمة بالعنفوان الحضاري. فليست جبال أفغانستان مكانا رماديا متواريا عن رياح التاريخ، بل ظلت منذ القِدم حلْبةً مدهشة لنجاحات الإنسان وتعاساته، ومسرحا رحبا لبرهنة الإنسان على إنسانيته المتوثبة، وشيطانيته الدَّرَكية. إذْ كانت أفغانستان تاريخيا بؤرةَ استقطاب لصُنّاع الحضارات ومقوِّضيها منذ الإسكندر الأكبر، والأكاسرة، وجحافل جينكيزخان. وظلت تلك البقعة –دوما- ممرا أبديا للغزاة والتجار، والفرسان والشعراء، والأولياء والعبيد. لكن ولع الغزاة بهذه البلاد يقابله عنادٌ ملحمي من أبنائها. فقد ظل الإنسان الأفغاني صخرةً من ضخور الهندوكوش صعبة الاقتلاع، راسخة راسية. فقد برهن الأفغاني طيلة تاريخه أنه تجسيدٌ حيّ للعبارة التي وصف بها زعيمُ الدعوة العباسية قائدَه العسكري أبا مسلم الخراساني من أنه "حجر الأرض". وهي عبارة كثيفة الدلالة تشير إلى ثبات الجنان، وصلابة الوجدان، والتشبث بالمكان. هذه الحقائق دعتني إلى كتابة هذه الفصول لوضع الأحداث المتكشفة في أفغانستان ضمن سياق أرحب. إذ حاولت ألا أكون مثل كثير من الصحفيين الذين يعميهم الخبرُ اليومي الجافّ المنبتُّ عن جذوره التاريخية، وشروطه الحضارية. فلعلَّ النظرةَ الفوقية المازجة بين اليومي والتاريخي، واللحظي والحضاري، تمنح المرءَ ثباتا في عالم متقلب، وتمده بفهم ليوميات الأخبار المتلاحقة. ولذا آثرت كتابة هذه الفصول سريعا([1]) لتخرج أثناء تكشّف الأحداث علّها تساهم في خلع بعض المعاني عليها. ولله الأمر من قبل ومن بعد. - أحمد فال بن الدين
يُبيّن أن هناك نزعة سياسية ترسخت تاريخيًا لدى العلماء والفقهاء في عُمان، وهي أن أمر الحكم والسلطة هو أساسًا عند العلماء، ولا يخرجعن دائرتهم، إلا إذا أعطوا مشترك أدائهم لواحد منهم، يختارونه قويًا عدلًا، حيث كانوا يقولون: صار أمر عمان في أيدي علمائها منذ قديمالزمان. ووفقًا لهذه النزعة السياسية التي تسعى إلى ترسيخ مبدأ الحق السياسي، ظلوا يدافعون عن هذا الحق عبر تاريخها. يحاول الكتابفهم عوامل تلك النزعة، والأساس النظري الذي تستند إليه، وفهم مسار العلاقة السياسية بين العلماء والسلطة في التاريخ العماني منذمنتصف القرن الثامن عشر وحتى مطلع العقد الثاني من القرن العشرين.
حاولت في هذا العمل البحث في خطابات السلطان عن العبارات الفارقة الكثيفة المعاني والمكتنزة بالدلالات التي تمثل خارطة طريق، ومنهج عمل، ومبدأ حياة، وحكما خالدة. ثم قمت بفرز تلك المقولات، وتصنيفها في عناوين، لكي يسهل للقراء والباحثين اكتشاف المبادئ والأسس الفكرية التي أقام عليها السلطان قابوس النهضة العمانية الحديثة.
من المعروف أن السلطنة تتكون من مناطق اقليمية، وكل منطقة مكونة من عدة ولايات، وكل ولاية تشتمل على العديد من البلدان والقرى، وبشكل موجز نتحدث عن منطقة محافظة مسندم، هذا الجزء الأقليمي الواقع في الشمال الغربي من السلطنة، الممتد ساحله من خليج عمان إلى الخليج العربي في سلسلة جبلية تسمى برؤوس الجبال، تبدأ من خطمة ملاحة إلى أقصى الجبال الغربية المتاخمة لدولة الإمارات العربية المتحدة. وبعون الله أحاول قدر المستطاع وضع النقاط على الحروف، في المواضيع الواردة بمحتويات هذا التعريف.