بعد استقرار السيد سعيد بن سلطان في زنجبار، أصبحت تلك الجزيرة المنسية درة الإمبراطورية العمانية (آنذاك)، وعاصمة دبلوماسية مهمة في الشرق الإفريقي، وأقامت الدول الكبرى علاقات سياسية واقتصادية وثقافية مع زنجبار، فغدت مرکز تجارية عالميا بمقاييس تلك الفترة، ما لبثت أن أصبحت قبلة لزعماء الإصلاح في العالم الإسلامي، يتفاعلون سلاطينها في قضايا الأمة الإسلامية والأمور الثقافية وغيرها من القضايا المعاصرة.
("ولما كان للإنفاق مدائح عمي في التنزيل والحكمة حتى فاضا في ذكر الثواب الجزيل لمن اتصف بهذه الصفة استحق المتصف بها التخليد والإطراء بين الخاصة والعامة، ليكون شاحا لهمم الراغبين، مذكرا من كانت يده مغلولة إلى عنقه يفيق من نومته وقد كانت شخصيتنا التي سنتحدث عنها جامعة بكل جدارة وقت. بين أمرين: الصناعة والإنفاق فكان كتابنا هذا بعنوان سيف بن شامس السيفي صناعة وإنفاق"). أبو محبوب السيفي
استهدفت الدراسة الكشف عن النشاط الملاحي لملاك السفن في هذه المدينة وأهم المعوقات التي واجهت نشاطهم الملاحي خلال فترة حكم السلطان فيصل بن تركي ١٨٨٨ - ١٩١٣م، وتتمثل هذه المعوقات في معارضة بريطانيا لرفع الأعلام الفرنسية على السفن العمانية، واتهام ملاك ونواخذة السفن بتجارة الرقيق والسلاح إضافة إلى حوادث غرق السفن. وتوضح الدراسة أسماء ملاك السفن الذين رفعوا العلم الفرنسي وأهم السفن التي امتلكوها والنواخذة الذين عملوا معهم فيها، وتبحث مسالة رفع الأعلام البريطانية والألمانية على السفن الصورية، وتبين الدراسة الدور الذي قام به أهل صور في مواجهة هذه المعوقات وبراءة بعضهم من التهم التي وجهت لهم من خلال الوثائق.
ارتبطت عُمان بمنطقة شرق أفريقيا فترة تزيد عن الألف عام، حكم خلالها العُمانيون هذا الإقليم فترة زمنية طويلة، وتعد فترة الحكم العُماني لزنجبار ومدن الساحل الشرقي الأفريقي من أهم الفترات التي شهدت فيها هذه المنطقة نهضة وتطور في مختلف المجالات. ويعد الجانب العلمي في مقدمة المجالات التي حرص الحكام العُمانيون على الاهتمام بها وإحاطتها بعنايتهم وتسخير الموارد كافة من أجل الارتقاء بها والعمل على تطويرها، ومنذ إعلان السيد سعيد بن سلطان زنجبار بمثابة عاصمة ثانية للإمبراطورية العُمانية في عام 1832م شهدت الحركة العلمية في زنجبار وماجاورها من مناطق ومن مدن تطوراً ملحوظاً، نتيجة اهتمام السيد سعيد بهذا الجانب، ووجد الكثير من العلماء العُمانيين والعرب الذين هاجروا إلى زنجبار وساهموا في تطوير هذا الجانب وفق إمكاناتهم المتاحة، وتخصصاتهم المختلفة.
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على المجتمع العُماني في القرنين (4-5هـ/ 10-11م)، من خلال كتاب بيان الشرع الجامع للأصل والفرع للشيخ الفقيه محمد بن إبراهيم الكندي (ت: 508هـ/ 1115م). حيث تم التركيز على رصد وتتبع بعض المظاهر والصور الاجتماعية المتنوعة في المجتمع، منها: تصنيف فئات المجتمع العُماني بحسب ما أوردته الفتاوى والمسائل الفقهية. والتعرف على أهم القضايا الأسرية والنزاعات المجتمعية، بالإضافة إلى توضيح مكانة المرأة الاجتماعية ودورها الاقتصادي وحضورها العلمي في المجتمع. ورصد صور متنوعة من العادات والتقاليد في المجتمع العُماني في الفترة موضوع الدراسة.
الفكرة العامة لهذا الكتاب ليست جديدة فــ(ذاكرة الأيام) أو (حدث في مثل هذا اليوم) أو ما شابه من عناوين هي اليوم فكرة شائعة, ربما کشیوع الكلمات المتقاطعة أو الأبراج في الصحف ، ولكنني هنا أزعم طرحا جديدا. فالأحداث التي ترد في هذا الكتاب كلها عمانية أو لها علاقة بعمان ، سواء ما حدث على الأرض العمانية أو تلك التي وقعت في أي مكان من العالم .. كما أن المدون هنا لا يقتصر على حقبة معينة فهناك ما حدث قبل ألف عام أو أكثر ، وهناك ماحدث العام المنصرم ، وهناك أحداث كبيرة وأخرى بسيطة وفي كل المجالات تقريبا.
يركز الكتاب على دراسة الدور السياسي للعلماء خلال فترة مهمة من التاريخ العماني ابتداء من قيام دولة اليعاربة عام 1034 هـ/ 1624مـ حتى عام 1162 هـ/ 1749 مـ في محاولة لإبراز الدور الذي قامت به الفئات الأخرى غير الأئمة والسلاطين في تاريخ عمان السياسي، ويتناول الكتاب الأوضاع العامة في عمان قبيل قيام دولة اليعاربة ودور العلماء آنذاك، ثم يتبع ذلك، الدور الذي اضطلع به العلماء في نشأة دولة اليعاربة ومواجهتها للأخطار الداخلية والخارجية، إضافة إلى ما قدموه في مجال إدارة الدولة وموقفهم من الأزمات السياسية التي مرت بها عمان أواخر عهد اليعاربة، كما يقدم الكتاب تحليلا لما ورد في المصادر التاريخية والفقهية ويتضمن عددا من الوثائق ذات العلاقة بموضوع الدراسة.
سؤال مباغت وسريع طرحه أخ عزيز عن مدى استعدادي لمرافقته إلى جزيرة زنجبار، مع عدد من الزملاء، ورفع من مستوى الإثارة والرغبة الكامنة في زيارة هذه الجزيرة، التي أخذت حيزا واسعا في صفحات تاريخنا العماني، بدأ منذ قرون طويلة وما زال، وكانت في فترة من الفترات عاصمة للإمبراطورية العمانية، نشطت لحظتها الذاكرة فعرضت عشرات الصور والمشاهد والمواقف والقصص عن العلاقات العمانية الشرق أفريقية التي تواصلت على مدى تلك القرون من الزمن.. الخ. في فصل يتحدث عن العلاقة العمانية الشرق افريقية في كتب المؤرخين والباحثين، سلط المؤلف الضوء على مجموعة من الكتب التي تناولت هذا الجانب، من بينها كتاب "جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار" لسعيد بن علي المغيري، وكتاب "الهجرات العمانية إلى شرق افريقيا بين القرنين الأول والسابع الهجريين" لسعيد بن سالم النعماني، و"زنجبار تاريخها وشعبها" لوليام هارولد انغرامز، و"زنجبار شخصيات وأحداث (1828 - 1972)"، لناصر بن عبدالله الريامي، و"الصحافة العمانية المهاجرة: صحيفة الفلق وشخصياتها (الشيخ هاشل بن راشد المسكري.. نموذجا)" لمحسن الكندي، وأخيرا البرامج المتلفزة التي قدمها الإذاعي محمد المرجبي. وفي هذه الكتب مادة وفيرة تتحدث عن هذه العلاقات بين عمان وشرق افريقيا، وما نتج عنها من نصوص أدبية ومؤلفات ووثائق وخرجت شخصيات لعبت دورا كبيرا في بناء هذه العلاقة.
تراني أدركت، لحظتئذ، أن التاريخ كله قد يُختصر في ذاكرة أو في رسالة. أنت وحدك كنت تعرف أن ماضياً مثل هذا لن يكون حبيس خلايا ستموت بموت صاحبها. ألم يعد ضرورياً أن أضع عليها شيئاً من طفولتي؟ شيئاً من ذاكرتي معك. ها أنا أعود لأرسمكما معاً في لوحتي، شيءٌ يتعدى الإبداع إلى الجنون ويتجاوز المنطق إلى الخيال. هي اللحظة التي أنتظر فيها أن تلتقيا، فألتقي أنا مع نفسي أخيراً. فما أحوجني، بعد كل تلك السنوات، إلى أن أراك تستعيد شيئاً من ماضيك. تراه ماثلاً أمامك، تخاطبه، تنظر في عينيه، تذهبان بعيداً، حيث لا شيء سوى الذكريات. يستيقظ ذلك الماضي كله دفعة واحدة. فلا تَوَقّد الذاكرة ولا غضَاضةُ المشهد يسعفانني على التوقف. فما لا يقارب بين شموخ جبال الحجر في عمان وبين نظيراتها قمة شمبريس في الصومال أو حتى عند ساحل أمالفي في إيطاليا، يُظهره التاريخ عند نقطة التقاء واحدة، هي ذاكرة أولئك الذين جابوا تلك الأصقاع بحثاً عن الثروة أو المجد أو كليهما. وإلا فكيف لذاكرة فتى القرية الوادعة في أحضان جبال الحجر أن تلتقي بذاكرة بروفسور التاريخ؟ وأين؟ في إيطاليا. وكأن بالذكريات التي نسرف في تعاطيها فتسري في عروقنا غبطة ونشوة، تزداد تشعبا وتعانق بعضها البعض متجاهلة عقدة الزمان والمكان. هكذا يستدرجني خلَف إلى دهاليز الذاكرة. لم يتورّع خلَف عن أن يكون في كل ذلك التاريخ الذي قرأت، بدءا بجيوفاني تيبولو وليس انتهاءً بألبرتينو أرنالدو.
"تتميَّزُ الإنجليزية عن غيرها من اللغات بأنها لغة العالم الأولى اليوم، فهي اللغة الأم لبريطانيا وأمريكا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا، واللغة الرسمية الثانية لدول إفريقية مثل نيجيريا وزامبيا، ولدول آسيوية مثل الهند وسنغافورة؛ وإن لم تكن هذه أو تلك أوليت عناية خاصة كلغة أجنبية في التعليم والإعلام والعلاقات الدولية، كما هو الحال في عالمنا العربي. ولما كانت المكتبة العربية تفتقر إلى مجموعة مختارات من آداب هذه الدوائر الثلاث، فإنَّ سلسلة "ترحال عبر قصص مترجمة" تأتي لتسد شيئًا من هذه الثغرة، فهي تقدِّم قصصًا قصيرةً من آسيا وإفريقيا وأوروبّا وأمريكا والبحر الكاريبي ومنطقة أوقيانوسيا؛ تتوزّع القصص المترجمة على كتابين، يتضمَّن الأوَّل عوالم أحاديَّة اللغة (إلى ما قبل بابل)، والثاني تتحرّك شخصياته في إطار متعدِّد اللغات (إلى ما بعد بابل) هذا التوزيع يعدُّ إجرائيًّا في نهاية المطاف؛ فالمترجم خالد البلوشي ينطلق من أنّ الإنسان، سواء أكان أحاديّ اللغة أم متعدّد اللغات، يبقى غريبًا منفيًّا أينما كان وكيفما كان؛ مأتى غربتنا إنسانيّتنا، فنحن، بحسب ما يرى، نفوس لا تتّسق على منوال ولا تطّرد على حال، بيدَ أنّنا لا سبيل لنا إلا الاجتماع إلّا إذا تناسق معنانا مع غيرنا، وإذا كان هذا كانت الأسماء والمواقع والأدوار، ومن ثم كان المسعى إلى تكييف نفوسنا بحسب المجمَع عليه، هذه المفارقة البشريّة تنطوي على آثار نفسيّة وأخلاقيّة تكشفها القصص المترجمة فنًّا ويسعى المترجم الكاتب إلى إظهارها نقاشًا في كتاب نقديّ ثالث من السلسلة (تقويض بابل)"
بين فجر 23 يوليو ۱۹۷۰ م وفجر 11 يناير 2020م ملحمة وطنية قادها جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه بنى في عمان الأرض والإنسان، عمان الوطن والمواطن. بيد أن الفرق بين الفجرين عظيم، والأختلاف بينهما يصل حد التناقض، شتان بين مجيء وذهاب، وبين غمرة الفرح و كمد الحزن. وإذا كان مجيء السلطان قابوس طيب الله ثراه قد أسعد العمانيين فقط، فإن رحيله قد أحزن العالم أجمع. وعزاؤنا أن عمان لا تفقد الرجال وإنما تنجبهم فبعد السلطان قابوس طيب الله ثراه تنقاد المسيرة بكل ثبات وشموخ للسلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه، فهو خير خلف لخير سلف بحول الله.
يسرد الكاتب في صفحات كتابه أصوات المآذن والقباب والمنابر والمحاريب منذ مسجد مازن بن غضوبة في سمائل إلى افتتاح مسجد في الجزيرة الخضراء بحضور سماحة الشيخ المفتي العام للسلطنة ونائب رئيس التنزاني عمر علي جمعة الذي ارتقى المنبر ليخطب في الحضور بأن "العمانيين حكمونا وكان بإمكانهم أن يفرضوا علينا مذهبهم، وكنا سنتحول جميعا لمذهبهم ولكنهم لم يفعلوا ، وما زالوا إلى يومنا هذا يشيدون المساجد والمعاهد ويسلموننا أمر إدارتها بنفس الروح المعهودة ونفس التسامح رغم أنهم خرجوا من موقع الحكم بزنجبار". الكاتب والأديب الشيخ حمود بن سالم السيابي