إن السر فيما كتبه تشيخوف هو أن خامة أدبه تشبه قماشة الحياة، وأن فرادة فنه تكمن في بساطة ذلك الفن، وفي اقتصاده واكتفائه ببنية الأسلوب الكلاسيكي وقواعده. فهناك الكثير من الكتاب ممن التزموا الأسلوب الكلاسيكي في تأليفهم، بيد أنهم لم يتركوا الأثر الذي تركه تشيخوف في الأدب العالمي، وفي نفوس القراء على حد سواء. إننا حين نتحدث عن بساطة أسلوب تشيخوف ووضوح لغته، نعني البساطة والوضوح اللذيْن يشيعان في أجواء قصصه، وليس بالضرورة بساطة المفردة التي يستخدمها ووضوح التركيبات التي يولِّدها. كتب تشيخوف القصص المختارة هذه بين أعوام 1880 – 1886؛ أي وهو ما بين العشرين والسادسة والعشرين من عمره، وباستثناء قصة «من يطارد أرنبين لن يفوز بأي منهما» فإن باقي القصص، وبعد مراجعة أشهر ترجمات تشيخوف إلى اللغة العربية، فهي تترجم للمرة الأولى.