“والعقل الأداتي بذلك لا يختلف عن العقل الأسطوري القديم، فالمعطى السابق الخرافي الذي جعل القدماء يفسرون الظواهر بأنها أفعال الكائنات الخارقة؛ هو نفسه تقريبا لدى العقل الأداتي، ولكن بدل الثقة في الإله الغيبي؛ تصبح الثقة في العلم والتقنية والدولة. العقلان الأسطوري والأداتي كثيرا المصادرات، فهما يبنيان مصادراتهما من إرادة التوحيد للمتغيرات والأشياء حول مركز. مصادرات على شكل: الغاية أهم من الطريق، حل المشكلة أهم من مضمونها، الماهية قبل الوجود، الذات أولا ثم اللغة. جميع المصادرات السابقة لو عادت إلى مسارها الجدلي؛ فسوف تنتج تصوّرات عن الواقع أكثر نضجا، ومجتمعا أكثر حيوية. ولكن المركز دائما يشد نحوه ويرفض الهوامش.”
للكاتب: محمد العجمي