عند تلك التلة وقد بدأ الليل يغطي المكان بسواده وينشر قتامته. أبصر الزير وهوي خيمته -والتي اعتاد أن يقضي فيها أياما يرسم فيها نزهته مبتعدا عن مضارب قبيلته- رجلا يسوق خيله على عجل وكأنها عجزت من كثر عدوها عن تحديد الطريق ورسم معالم الهدف الذي جاءت من أجله. وحين اقترب منه كانت معالم التوتر والخوف ترسم على ناصية ذلك الرجل أشبه بقصة بلا كلمات وإنما علامات استفهام ونظرات تنظر للأعلى والأسفل.