رؤية لواقع مغاير

للواقع عدة وجهات نظر مختلفة ومتنوعة، وله أبعاد وأوجه متعددة، ويحمل طبقات متراكمة عميقة في كل مسألة حياتية، ولكن الذهن مبرمج على أحادية المنظور. ورؤية منغلقة ذات بعد واحد، وتتسم حالته بالثبات والجمود حيث إنه يعجز عن رؤية أبعاد غير ذلك البعد الذي برمج على رؤيته فحسب، ولا يمكنه مسح سوى الطبقة السطحية من الواقع، لعدم قدرته على السبر إلى طبقات أعمق من ذلك، بالإضافة إلى اختزال أي مسألة حياتية نحو عامل واحد فقط، وإبعاد باقي العوامل المؤثرة. على الرغم من أن طبيعة الواقع تحتمل وجود مناظير متنوعة، وصور متعددة من دون إقصائها، وبالتالي ثمة واقع مغاير غير الذي ألفنا رؤيته، ولكن الذهن يوهمنا أن ما أعتدنا على رؤيته هو يمثل أفضل توصيف للواقع، وما دون ذلك، فهو يعتبر أوصافا ضالة، مع أن الواقع يمكنه احتضان الكم الهائل من التوصيفات المتنوعة التي لا تعد، ولا تحصى، بل إن في كل مسألة حياتية، حتى وإن كانت بسيطة، فإنها تحمل أوجها متعددة في صميم تكوينها، ذلك لأنه لا يوجد توصيف واحد ثابت يطلق على أي من المسائل التي تتعلق بالواقع، كما أن طبيعة الواقع لا تتسم بحالة واحدة ثابتة، وإنما بالتغير المستمر غير الثابت، ولكن بسبب عوامل التنشئة الاجتماعية والتربية التقليدية، وغيرها من العوامل.
كود المخزن: 855
4.000 ر.ع.‏