"رحلة كادح" رواية عن شاب يتيم وفقير، لم تسمح له الظروف بالإنتظام في الدراسة الجامعية فيكافح بكل جهده ليحقق النجاح، مستفيداً من بعض تقنيات تخطيط المسار المهني، ومن المفاهيم الإسلامية لتطوير ذاته وقدراته... فتواجهه الحياة بكل جبروتها وتعقيداتها، وكأنها تقصد تحديه...
حكاية يقول عنها الإعلامي العربي الكبير، الدكتور يحيى أبو زكريا، "شئنا أم أبينا فإن الأدب العالمي والعربي جزء منه هو مرآة لحركة الإنسان وصيرورته، صحيح أنه بعيد عن مادة التاريخ بمعناه العلمي لكن الأدب هو تاريخ لمشاعر الإنسان وحكاية الإنسان لأنه يستبطن تضاريس النفس البشرية وكثيراً ما يقدم تجارب مغرقة في الحزن والبكائية والألم...
الكاتب المبدع عباس آل حميد اللواتي في روايته رحلة كادح قدّم لنا صورة مغايرة عن إنسان قرر أن ينتصر على ظروفه القاسية والصعبة... وقد استطاع وبلغة شيقة رقراقة وعذبة وصادقة أن يقدم لنا صورة مغايرة... التقت بنيوية السرد عند الكاتب بصدق متوهج...
رواية جديرة بأن تتحول إلى منهج دراسي خصوصاً ونحن في مرحلة عربية حرجة تبحث فيها الأجيال العربية عن نماذج وقدوات تنطلق منها للبناء الجديد...
ويقول عنها العالم الإسلامي العلامة السيد منير الخباز: "برهن من خلالها الباحث عباس آل حميد على قدرته الذهنية وموسوعيته الثقافية في تأصيل المفاهيم الإسلامية، وإظهارها بأسس متينة محكمة، وبراعته الأدبية وذوقه المرهف في صياغة المنظومة الفكرية الدينية في بيان رائق سلس، يجمع بين المتانة والوضوح بصور جميلة من واقع الحياة بمرها وحلوها... ليبرز ذلك منهج الإسلام في شموليته لشتى حقول المسيرة الإنسانية، وقيادته للحضارة البشرية في آفاقها المتنوعة، قاصداً حكاية قصة رسالة السماء في قصته رحلة كادح.
ويقول عنها مدرب ومستشار تنمية وتطوير المهارات البشرية المعروف، الدكتور كفاح فياض: "كتاب فريد من نوعه، من كاتب تجرأ على طرح أسئلة قوية وجريئة في وجود الإنسان وخالقه، وأجاب عنها من خلال سلسلة مواقف عاشها وعايشها فجاءت من الصميم لتدخل إلى صميم القارئ، فتشعر وكأن الكاتب يرويها لك وجهاً لوجه، وتعيش الموقف وتتأثر به، فيجب عن الأسئلة التي طرحها في بداية الكتاب، ويجيب عن الأسئلة التي تدور في ذهنك في لحظتها وكأنه يعرفها مسبقاً... يسلخك من واقع وينقلك إلى واقع آخر عمقه كبيره وأثره عظيم... كاتبها يصل بهذه الرحلة إلى عقلك وقلبك".