رواية هيغل الراقص على ضفاف الوادي
هذه الرواية المفعمة بعلاماتٍ سيميائيّة دالةٍ، يقتضي تتبّعها الإشارةَ لمظانِها، ففي مستهلِّ الروايةِ خلعَ هيغلُ العمامةَ، وحلق لحيتَه المنفوشةَ كالقناعِ الأسود، فسقط الشعر كفراشات تسقطها النّار الملتهبة، وبعد هذا الفعل ظهر جمال وجهه، سرّح شعره وارتدى ثيابًا عصرية، فأحسّ بملامسة الهواء لجلده لأول مرة في حياته، بدأ تاريخ مولده الجديد، شرب البيرة، وحين جلس في البار لمْ يتعرّف عليه أصحابُه، بل ظنّوا أنّه تمرّد، ولمْ يفهموا أنّه عاد لفطرتِه، فأصبحَ ينامُ بعمقٍ ويفيق على صوت العصافير، ويستنشق هواء عليلًا، لقد تخلّص هيغل من الوهم، وقرر أن يُعمِل عقله من دون خوف، وأن يعيش كما يشاء الدكتور أدهم القاق