سعف

لا شيء صدري.. سوى.. سعفٍ... على سعفِ
كود المخزن: 923
2.000 ر.ع.‏
العملاء الذين اشتروا هذا المنتج اشتروا أيضا

ثلاث قصص جبلية

وفي صباح يوم جمعة يصعب نسيانه، رأيته في ساحل «السيب» يرفع سمكة كبيرة من ذيلها. كان متوترا وهو يبحث عن سيارة أجرة؛ جبينه المعروق مقطَّب ورقبته لا تتوقف عن الدوران. اقترحت عليه أن أوصله، فرجاني أن أسرع كي لا تُفسد الحرارة سمكته. طلب مني كذلك إشعال إشارات الخطر. وحين أوصلته وهمّ بالنزول تمتم، بنبرة مَن يكلّم نفسه: الحرارة لا تُحتمَل. في المرة المقبلة سأطلب سيارة إسعاف ﻹيصال السمك سالما إلى البيت!
1.500 ر.ع.‏

صائد الفراشات الحزين

مع ذلك فإنَّ ما حَدَثَ البارحةَ كان أمراً صغيراً بإمتيازٍ، أمراً عَرَضِيّاً يَحْدُثُ دائماً، حتَّى إنَّهُ لا يجبُ أنْ يُحْدِثَ أيَّ تأثيرٍ، لكنَّه، وللغرابةِ وحدَها، أحْدَثَ تأثيراً، تأثيراً غريباً جدّاً، فهو لم يَكْتَفِ فقط بإستبدال الهدوء بالصَّخبِ، بل أيضاً أضفّى على الجَوِّ كثافةً ما تُشْبهُ الرُّطوبةَ في ثِقَلِها، لكنَّها ليست الرُّطوبةَ، فهي أشْبَهُ بالإمتلاء الذي تُحسُّ به في فمها عندما تبتلعُ قطع حلوى "الماشملو" الإسفنجية الكثيفة الناعمة التي تبعث فيها الإحساس بأن كل المجسات الدقيقة على لسانها وكل خلايا فمها راضيةٌ تماماً، راضيةٌ ومُمتلئة.
1.500 ر.ع.‏

نقوش

ففي حين نبقى نحن من الساعة الرابعة وحتى نهاية النهار نبيع في محصولنا البسيط، يختفي هو بين اللحظة والأخرى تاركا محصوله أمانة عندنا ومحذرا إيانا من مغبة التفكير في أخذ ولو عود صغير منه، بينما يملأ لأحد المشترين كيسا ويرافقه إلى مدخل خلفي لبناية البنك التي تقف خلفنا، يغيب هناك لدقائق ثم يعود لوحده ليكمل البيع. كان يرافق الكثيرون منهم إلى مدخل البناية تلك وفي معظم الأحيان يقفل عائدا لوحده من دون رفيق. وكان العالم الذي يأتي من كل حدب وصوب من مطرح يسكن في تلك البناية. وحين نسأله إلى أين يذهب مع المشترين يصرخ فينا مهددا بمنعنا من البيع مجددا غدا إذا عاودنا السؤال، فلا نملك إلا أن نصمت.
1.500 ر.ع.‏

نثار

"ما قرأتموه على هذه الصفحات ليس سوى نثـار حروف فما كنت أكتب كما تظنون وكما أظن... كنت أفتش في خبايا الروح عني وعنك وعن أشياء أخرى كثيرة وجميلة لم أستطع الحصول عليها. . . كانت تطاردني الفكرة وأطاردها. . . وكنت أحاول الإمساك بها ... لكنها کانت تمكن مني قبل أن أتمكن منها.... ترعبني تلك اللحظة التي أسكب فيها ماء الروح في فكرة لألقيها علیکم عارية من أي ما يستر جمالها أو قبحها وكما أتت دون زركشة أو زخرفة أو حتى محاولة إلباسها ثوبا جديدا... فالفكرة لدي بعمر اللحظة التي ولدت فيها.... حتى اكتشفت ... أن كل ما كتبته كان نثار من روحي... نثار حاولت تجميعه قبل أن تعصف به ذاکرة زمن مهترئة".
1.500 ر.ع.‏