سلطنة الحكمة عمان
هذا كتاب مختلف. فهو لا يروي تاريخ عمان جامدا، ولا يعرض حاضرها صامتا بل يأخذ من التاريخ عقبانه، ومن الحاضر مجاحته ليربطهما بهون كي يقدم تفسيرات للدولة والمجتمع والثقافة في عمان اليوم. فالتاريخ العماني (بل والتاريخ بعمومه) ليس مجرد أحلاف وأخبار وأشعار ومآثر فقط. والحاضر ليس أياما وأرقاما وبلدانا ومنافرات وحسب، بل هما دورة حياة متكاملة، يضع فيها التاريخ إفاضاته، ويمد الحاضر من خلالها عنقا نحو مصيره. لذلك وجبت القراءة فيهما بعناية والربط بينهما بإحكام، وهو ما توخاه الكتاب، مضيفا إلى ذلك استدعاء تجارب أمم أخرى ومحاولة إيجاد مقاربات بشأنها كي يدرك القارئ حقيقة عمان وكيف انعقدت نطفة الحضارة فيها وكيف ولدت ونمت وازدهرت كما كان يقول (آرنولد توينبي) لتنتج لنا صورة جلية لدولة اسمها سلطنة عُمان، باتت اليوم محط انظار العالم.