سيرة الحجر - الطبعة الثانية
في أحد أيام الصيف، ظهر على مدخل القرية رجل بدوي يقود ناقة له من خطامها، كان حدثًا فريدًا أن يروا في قريتهم ناقةً، فلم يرها أحد من قبل، بل سمعوا عنها في أحاديث الكبار الذين سافروا خلف جبال القرية، انتشر الخبر مثل النار في الهشيم، خرج الجميع ليُشاهدوا تلك الدابةَ العظيمة، كان بعضهم مندهشا وبعض آخر مرتبكًا خائفا في قرارة نفسه، وقام بعض النساء بتلاوة الأدعية المأثورة والتعاويذ، وهنّ يمسكن بأطراف ألحفَتِهِنَّ قلقًا ودهشةً وريبةً، كان الأطفال الأشقياء يتبعونها مكوّنين حشدًا صغيرًا يتدافعون بالقرب منها، متوجسين مما سيحدث لو اقتربوا كثيرًا، كان البدوي يقود ناقته غير عابئ بما يحدث حوله حتى ربطها في جذع الغافة النابتة عند المجلس في وسط القرية، والتي أطلق عليها بعد ذلك غافةَ النّاقةِ.