سيرة الشيخ أبي عبيدة عبدالله بن محمد بن خميس البلوشي
هنالك في قرية “عفا” بولاية “قريات” بين أشجار النخيل وجريان وادي المسفاة والسدر على ضفافه، وحيث تقف شجرة السَّرحة قِبلة أهل المعروق وُلد عبدالله بن محمد، وسُمعت أول صيحاته طالبا الرحيل إلى نزوى، فلا وقت لديه لقضاء طفولته بين النخيل والزّاجرة. وقد نبغ منذ وقت مبكر، فقرّبه الإمام الخليلي وتربى وتعلم على يديه، ولما وجد فيه نضجا علميا وفكريا أوكل إليه مختلف الأعمال في الحصن، وأرسله في مهمّات تباينت في مشاقّها وخطورتها وأهميتها، ليكتسب إضافة لتبحّره في العلوم الشرعية بناءً عمليا وفكرا سياسيًّا بين يدي الإمام، فنصَّبه قاضيا على جعلان بني بو حسن ليستمر في سلك القضاء سنوات طويلة متنقلا في أكثر من اثنتي عشرة ولاية في مختلف المراحل الزمنية والسياسية في ظل تخت الأئمة وقيادة السلاطين.