سيرة المهندس الذي أستعمره الغبار
لكن المهندس علي أصبح يمشي بتؤدة يثير الغبار تحت قدميه.. يخوض هذا الغبار وحده ، يجاهد كي لا يختنق ، يحاول رفع أنفه لتكون فوق مستوى الغبار، يستنشق ويزفر بسرعة خاطفة كي يخزن بعض الهواء النقي في رئتيه.. يتحدث بصوت مسموع لأشخاص يراهم وحده، يصنعهم في الأثير المحيط به لكي ينفث مخزون الحديث الذي لا ينفد أبدا، محاولا نفض الغبار المتكدس في عالمه الخفي. - غبار يا خي.. في عقولكم غبار. نعم مات.. وهذا الذي يتدحرج أمامنا ما هو الا جسد استعمره الغبار، وأنا لا أريد أن أموت مثله.. لا أريد..