علوم القرآن وتفسيره لدى المذهب الإباضي
نحاول في هذا البحث أن نلمس نظرة المذهب الإباضي إلى الـقـرآن الـكـريم على مستوى التفسير والفهم، وسبيلنا الذي نسلكه في ذلك هو الاسـتـقـراء المـوضـوعي، المترادف مع التأمل والتحليل في ما وصلت إليه أيدينا من الكتب والأبحاث الـتـي صدرت عن علماء المذهب.. والله من وراء القصد وهو المستعان. أول ما يـسـتـوقـفـنـا فـي حـركـتـنـا العلمية هذه هو قلة الكتب المتداولة في التفسير لدى المذهب الإباضي، فهي لا تزيد على سبعة أو ثمانية، على أن بعضها ليس كاملا. و قد سألت الأخ الـدكـتـور بـدر بن هلال اليحمدي عن ذلك فأجابني أن السبب هو ما عرفت به الإباضية من التورع والاحتياط في دين الله خـشـيـة الـوقـوع في ما حرم الله مـن الـقـول في كتابه بغير علم. و مع ذلك فإن ما في أيدينا من التفاسير و الكتب يعيننا و إن كان لا يغنينا في التعرف على رأي علماء المذهب الإباضي حول المسائل الـقـرآنـيـة واستخلاص مباني التفسير المعتمدة لدى المذهب الإباضي.