عٌمان.. في زمن كورونا قراءة في الجائحة وآثارها على مرافق الحياة
هذا مسار عام في الأوبئة، ووباء كورونا (كوفيد19) يحكمه هذا القانون، بيد أنه ينيف عنه بمعطيات كبرى لم تكن موجودة في جوائح سبقته، منها: أنه أول وباء يشكل جائحة كونية مرصـودة؛ وأنه وباء سريع الانتشار؛ وأن انتشار تأثيراته من إصابات وموت، والاضطرابات الاجتماعية والانهيارات الاقتصادية التي تحصل بسببه، والاكتشافات التحصينية ضده، تنقل لحظة بلحظة. والأهم أن حصوله جاء في العصر الرقمي؛ مما يعني أن أي تحولات في الاجتماع البشري بسببه يصاحبها غالبا إعادة تأهيل وبناء لهذا الاجتماع بما يتناسب مع الأفاق التي تنشدها التقنية الذكية. وقد سارع الدارسون والباحثون؛ كل منهم في مجاله، إلى دراسة هذا المرض؛ سواء بحالته الفيروسية والوبائية، أو بمستوياته الفردية والجماعية، والنفسية والاجتماعية، أو بحقوله السياسية والاقتصادية والبيئية، ونحوها. من هذا المنطلق، جاءت فكرة رصد تأثير جائحة كورونا (كوفيد19) من قبل الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، وهي تنزع في هذا المنزع من بعد ثقافي، لتقريب ما يحصل في السلطنة من تأثير للجائحـة ومـن تأثر بها لذهن القارئ. وبالإضافة إلى الرصد الآني؛ الذي يسجل لحظة توثيق الحدث، فالفكرة هدفت كذلك إلى استشراف التحولات المستقبلية التي يتركها الوباء على المجتمع العماني، وفي الوقت ذاته؛ محاولة الكشف عـن مـدى قدرة الفرد والمجتمع والدولة على استيعاب هذه التحولات.