عُمان والمعرفة البريطانية - دراسة في الإرث الاستعماري
تعود جذور الاهتمام البريطاني بعمان إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، ثم تجذر هذا الاهتمام بعد الاتفاقية التي وقعها السيد سلطان بن الإمام أحمد (ت. 1804) مع بريطانيا في عام 1798، ونصت على أن العلاقة تظل ثابتة إلى الأبد. وأعقب هذه الاتفاقية سلسلة من التدخلات والاتفاقيات. وبعد سنتين من توقيع أول اتفاقية، افتتحت وكالة سياسية في مسقط عُرفت بالوكالة السياسية البريطانية عام 1800، ولكن وفاة أول ثلاثة وكلاء بسبب قسوة المناخ تسبب بإغلاق الوكالة في عام 1810، وعادت بعد ثلاثين سنة بتعيين النقيب أتكينز هامرتون واستمرت حتى عام 1972، حين ألغي منصب الوكيل السياسي، وعينت بريطانيا بدلا منه سفيرا في مسقط. على الرغم من هذه العلاقة لم تكن عُمان رسميًا ضمن الهيكل الاستعماري، إضافة إلى ذلك لم تكن الدوائر البريطانية تملك الحماس لإعادة هيكلة النظم الثقافية والاجتماعية، وصياغتها بذات الجرأة التي مارستها بالنسبة إلى النظم الاقتصادية والسياسية؛ فقد كان نفوذها قويا في رسم أبعاد حركة المجتمع السياسي منذ عام 1798م وحتى ما بعد منتصف القرن العشرين، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تفتقر الحالة العمانية للدراسات التي تناقش الآثار الاجتماعية والثقافية للنفوذ البريطاني.