إن المسلم لا ينبغي أن يمايز ذاته عن الآخرين في الهيئة واللباس، بل عليه أن ينافسهم في مكارم الأخلاق، والعمل الصالح، والتعاون على البر والتقوى. إن الناس لن تتعرف على المسلم من ثوبه ولحيته، بل ستتعرف عليه من سلوكه القويم، ونصرته للحق، ودفاعه عن الضعفاء، وتمسكه بالعدل وعدم ركونه للظالمين، فما أكثر اللحى في زماننا وما أقل المسلمين الحقيقين بهذا اللقب العظيم.
تتحدد النّسوية، في هذا الكتاب، بثلاث ملامح أساسية: الهدف، والعلاقة مع الآخر، والأنوثة. الهدف النّسوي يتمثل في تمكين المرأة. هذا التمكين الذي يتعدى في حقيقته فئة محددة، إلى كونه فلسفة مجتمعية وحراكًا مستمرًا. وبالتالي فالمرأة بهذا المعنى تمثل عبر موقعها «فكرة» يمكن أن تنطوي تحتها جميع الفئات المهمّشة في المجتمع. الملمح الثاني يشير إلى أن العلاقة مع الرجل علاقة تكاملية، فإن كانت المرأة هي الجنس الآخر بالنسبة للرجل، فالرجل هو الجنس الآخر بالنسبة للمرأة. وكلٌّ يُعرف بآخره. ومن هنا، فاللاتكافؤ «الجندري-الجنسي» المتأصل في المجتمع هي إشكالية نظام ثقافي لا جريرة رجلٍ حصراً. وأخيراً، وعي المرأة بذاتها وفق التصور النسوي لايشترط إنكار الأنوثة. المرأة والرجل مختلفان على المستوى السيكيولوجي، وهنا يكمنُ سرُّ إنجذابهما لبعضهما البعض، دون أن يمنح هذا الإختلاف لأحدهما أفضليه على الآخر.
الجمعية العمانية للكتاب والأدباء هي إحدى مؤسسات المجتمع المدني العماني ولدت رسميا في ۸ أكتوبر 2006م بعد ثلاثة عقود متواصلة من العمل الثقافي المرتكز على إرث حضاري ثري ومتنوع، وهي تحاول اليوم الإسهام بفعالية في المشهد الأدبي والفكري في سلطنة عمان. هذا الكتاب الذي تنشره الجمعية بالتعاون مع المركز الثقافي العربي يتناول أهم التحديات التي تقف حجر عثرة في سبيل تحقيق حرية التعبير كسلوك وممارسة في حياة الإنسان العماني. يضم هذا الكتاب أعمال الندوة التي نظمتها الجمعية في إبريل عام ۲۰۰۹ ، من أوراق رئيسية، ومداخلات، ونقاشات، وأخيرا توصیات، نأمل أن تسهم في إضاءة التحولات التي يمر بها المجتمع العماني.
تعليم اللغات بمفهومه العام ، هو نوع من الاتصال المنظم المستمر بين المعلم والمتعلم غايته إحداث تعلم ، وهو بهذا المفهوم لا يتم إلا من خلال تفاعل ونشاط مشترك بينهما ، ويحدث في الغالب في حجرة الصف ، وعن طريقه يتحقق توجيه سلوك المتعلم أي أن التعليم عملية يتم فيها تنظيم بيئة المتعلم المساعدة على تعلم سلوك معين ضمن شروط خاصة وهي عملية فنية غايتها تزويد المتعلم بالخبرات العملية والعلمية بأفضل الوسائل الحديثة إن هذا الكتاب يحتوي على ستة فصول ، یعنى كل فصل منه تعليم مهارة من مهارات اللغة العربية، مع مراعاة إعطاء كل مهارة حقها من المعالجة من غير المساس بوحدة اللغة وترابط المهارات ببعضها.
نتاج أعمال الندوة التي أقامتها الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء بالتعاون مع مهرجان مسقط 2016م، ويقدمه للقارئ الكاتب عوض اللويهي وشارك في تقديم أوراق الندوة كل من المفكر اللبناني علي حرب والدكتور عبدالله بن خميس الكندي، والباحث خميس بن راشد العدوي والباحث خالد بن مبارك الوهيبي. تتنوع مقاربات كل باحث عن الآخر حيث يدرس علي حرب جدلية العلاقة فيما يتعدّى ثنائية المثقف أو السياسي: الجدل والتحول، في حين يتوجه الدكتور الكندي إلى المثقف والسلطة عبر وسيط إعلامي: جدلية المفاهيم والممارسات، ويتوقف العدوي عند موضوع المثقف والسلطة الدينية في الدولة، أما الوهيبي فيتتبع الجذور الثقافية المؤثرة في بناء الدولة الحديثة (نموذج سلطنة عُمان).
اتجاه نقدي عربي يطابق التجربة الصوفية بتجارب الابداع الأوروبي الحديثة والدادائية والسريالية، وما أعتقده أن المطابقة بينها تحمل خطأ كبيرا في التقييم بسبب اختلاف الظروف الزمنية لنشأة كل من التجارب واختلاف أمكنتها، وما يجريه الباحث قريب مما نذهب إليه وهو الربط بين الشعر الصوفي في توجيه المثالي نحو الله، والشعر العذري حيث يتعلق المحب بمحبوبته تعلقا مثاليا ويتملكه شعور أخلاقي يعلي به غرائزه، محاولا مثلما كتب أستاذه عاطف جودة نصر: "إيجاد نوع من التوافق والتجانس بين ما يرغب فيه وما يخشاه في نفس الوقت".
"هذه المقالات كنت قد كتبتها في فترة زمنية امتدت لسبع سنوات تقريبا، ونشرتها في بعض الصحف العمانية، مشير إلى أن كثيرا من القراء والأصدقاء أشاروا إليه بأن جمعها ونشرها في كتاب يساعدهم في الرجوع إليها لمعرفة بعض المعلومات التي تتضمنها، كما أنها تفتح شهية القارئ لمعرفة المزيد من المعلومات عن بعض المواضيع التي تطرقت إليها في هذه المقالات، خاصة وأن أغلبها ذات طابع فكري مثل: تاريخ التسامح، والعلمانية، وإخوان الصفا، والتراث الفكري والفلسفي للطائفة الإسماعيلية الذي يُعتبر مجهولا لدى كثير من القراء ولا يزال الجزء الأكبر منه كذلك بالنسبة للباحثين والمهتمين بالتراث الإسماعيلي، وتاريخ فكر التنوير في أوروبا، وعلم الكلام الإسلامي وبعض الشخصيات التي لعبت دورا كبيرا في تاريخ علم الكلام الإسلامي وأثرته بكثير من الأفكار والآراء الجريئة مثل إبراهيم النظام المعتزلي والإمام القاسم الرسي الزيدي، وغيرها ".
يسرد الكاتب في صفحات كتابه أصوات المآذن والقباب والمنابر والمحاريب منذ مسجد مازن بن غضوبة في سمائل إلى افتتاح مسجد في الجزيرة الخضراء بحضور سماحة الشيخ المفتي العام للسلطنة ونائب رئيس التنزاني عمر علي جمعة الذي ارتقى المنبر ليخطب في الحضور بأن "العمانيين حكمونا وكان بإمكانهم أن يفرضوا علينا مذهبهم، وكنا سنتحول جميعا لمذهبهم ولكنهم لم يفعلوا ، وما زالوا إلى يومنا هذا يشيدون المساجد والمعاهد ويسلموننا أمر إدارتها بنفس الروح المعهودة ونفس التسامح رغم أنهم خرجوا من موقع الحكم بزنجبار". الكاتب والأديب الشيخ حمود بن سالم السيابي
مؤتمر "مستقبل الفكر في منطقة الخليج العربي" هو الحلقة الثانية ضمن سلسلة مؤتمر الفكر الدولي الذي تتبناه الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، وقد جاء متزامنا مع أحداث جسام تمر بها المنطقة، لاسيما دول الخليج، وإذا كان المؤتمر الأول "التطرف الفكري ومدى تأثيره على المجتمع العربي" جاء في فورة صعود الإرهاب، وفي أوج تمكنه، حيث كان تنظيم "داعش" يسيطر على مناطق شاسعة من العراق وسوريا، إلا أننا قد تفاءلنا حينها بأن هذا الصعود هو ذروة ما وصل إليه العنف والإرهاب في المنطقة، وأن خطه البياني آخذ في الانحدار، وهو ما حصل فعلا، ونحن بنفس تلك الروح على أمل بأن حالة التشرذم والصراع التي تعيشها المنطقة هي في طريقها إلى الأفول، فقد بدأت أنظمة العهد القديم في التراجع لتحل محلها أنظمة جديدة، وهذا التحول هو ما يربك الوضع الراهن، وقد دفع به إلى الصراع.
يا من تدفعك أيدي الدوافع، وتهمس في أذنك أفواه البواعث؛ قبل أن تلحد: هل قهرك استبداد السياسيين الفاسدين؟! هل قسى عليك متحدث من المتحدثين في شأن من شؤون الدين؟! هل بعثر ذاتك ظلم الأسرة وجور الأقربين؟! هل حز نياط قلبك تعسف المجتمع ونزق المغرورين المتكبرين؟! هل وقف حجر عثرة في طريق رغابك البريئة، وأشواقك الطاهرة، وتطلعاتك السامية بعض الأهوائيين المتعصبين المتحجرين؟! هون عليك؛فنحن معك، نتفهم ظلامتك، نشاطرك بث فؤادك، نشاركك لواعج روحك، نتألم لأنين أحاسيسك، ولكن عليك أن تتذكر: أن لا صلة ولا قربى بين الله وهؤلاء وإن نادموا الآيات والأذكار وجعلوا لباس الأنبياء لهم الشعار، فما عليك إلا أن تكفر بهؤلاء وتؤمن بالله الكبير المتعال.
تلقي هذه الدراسة الضوء على الشعر التعليمي عربية، وأهم آثاره ومجالات الاستفادة منه في وقتنا المعاصر، كما تتناول الشعر التعليمي في عُمان، وأسباب ازدهاره، وأبرز مجالاته، وأهم رواده وأعلامه مع التركيز على القرن الرابع عشر للهجرة وخصه بمساحة أكبر من خلال رصد الخصائص الفنية وتطورها فيه. اعتمد الباحث المنهج التاريخي في ما يتعلق بتطور الشعر التعليمي العربي عبر العصور، ومجالات الشعر التعليمي في عمان، بينما استخدم المنهج الوصفي التحليلي عند ذكر نماذج من متون الشعر التعليمي، محت مجموعة من الأبيات في كل مجال لمعاينة تطور الشعر وموضوعاته. ومن خلال هذا المنهج استنتج الباحث سمات الشكل والمضمون، مؤشرا على مواطن الجدة والإبداع ومنبها إلى مواضع النقد والضعف فيه.