ربما لن نخفي اعتقادنا بأن القصة القصيرة في عمان هي القادم الجديد. ولعل الرائي من الأرض إلى السماء عبر الفراغات التي تحدثها الريح لدى تحريكها لسعفات النخيل، قد يتراءى له أن هذه السعفات هي التي تحرك ببطء قرص الشمس الذي ربما لم تعد تحركه قوانين حركة الأجرام الكونية، بل قوى الحدث الذي ينسج في البعيد. يأتي هذا الكتاب ثمرة جهود عامين متتاليين من نشاطات فعاليات أسرة كتاب القصة في عمان، بالنادي الثقافي، والتي انتظمت في أكثر من أربعة من أمسياتها الدورية في الفترة الممتدة من يناير 2007 إلى يناير 2009. وبطبيعة الحال فإن القراءات القصصية والنقدية المتضمنة بين دفتي هذا الكتاب هي بعض مما أنجز في الفترة المذكورة، ولا تمثل إلا توثيقاً جزئياً تم اختياره بشيء من الانتقاء ليمنح قارئه فرصة التعرف على بعض التجارب القصصية العمانية الحديثة.. وقد أدرج معدا الكتاب في نهايته ببليوغرافيا بالمجموعات القصصية التي صدرت لكتاب عمانيين في الفترة ما بين عامي 2000 و2008.. نأمل أن يصبح هذا الكتاب مرجعاً مفيداً يضيف رصيداً معرفياً للقارئ والكاتب والناقد المتتبع لنشاط الحركة القصصية وكتابها في سلطنة عمان.
جيل الشباب أسقط الأيدلوجيا بواسطة التكنولوجيا، أنظمتنا التي سقطت أو التي هي قيد السقوط، قامت على أدلجة مخيفة للمجتمعات، ايدلوجيا ثابتة غير قابلة للتحول، الشباب قاطع هذه الأيدولوجيات ولا يملك خلفيات أيدلوجية، هو انطلق من التكنولوجيا. السؤال هل الشباب هو سيد الثورات أم سلبت منه؟. النتائج التي توحي اننا لسنا واثقين أن الشباب مازالوا قادة الثورات، وأنهم هم الذين يقودون مرحلة ما بعد الثورات لبناء أنظمة جديدة، وبالتالي علامة الاستفهام الكبيرة التي أرسمها أنني سأقول لأول مرة انني مع الثورات ولست مع ثوارها.. (جورج طرابيشي)
لأن السيميائية هي دراسة العلامات بأشكالها المتعددة، فإنها تعني في الأساس بالثقافة الإنسانية بما تمثله من أنظمة تشتغل بوصفها علامات ذوات معان ودلالات قابلة للتأويل، وعليه فإنها تعنى بالشفاهية المرتبطة في الأصل بتلك الثقافة على الرغم من كونها عرضة للتغييرات البيولوجية أو الفيزيائية؛ ذلك لأن الشفاهية محدودة قدراتها بقدرة الإنسان النطقية والسمعية، إلا أن "كل لغة بشرية تختص بثقافة تاريخية معينة". وبناء عليه فإن هذا الكتاب سيعنى بدراسة نماذج من نصوص الأدب الشفاهي في عمان، انطلاقاً من قدرة تلك النصوص على البقاء، وهو ما يأخذ شكلا شفاهيا كالحكاية أو الفن أو السلوك المعتقدي القائم على التواصل والفعل المنطلق والمتأسس من التخيل القصصي.
يشتمل هذا الكتاب على مجموعة من الدراسات المتنوعة التي تعرض للأدب العماني السردي المعاصر بنحو تطبيقي تحليلي، يهدف إلى مقاربة تجليات من نصوص هذا الأدب، في مجالي القصة القصيرة والرواية خاصة.
يسر النادي الثقافي أن يضع هذا الكتاب بين يدي القارئ الكريم، وهو كتاب يضم حصاد الندوة الثقافية التي خصصت العبد الله الطائي، ضمن برنامج "من أعلامنا"، والتي أقيمت خلال الفترة 29 - 30 مايو 2011م. تشكل تجربة الأديب العماني الراحل عبد الله الطائي، إحدى التجارب العمانية المعاصرة الرائدة في مضمار الثقافة والمعرفة والعمل الوطني الدؤوب. وقد بات نتاج عبد الله الطائي منها خصبا ومرجعا رئيسا للقراء والباحثين على السواء، نظرا لغزارة إنتاجه، وتشعبه في مختلف ألوان الإنتاج الأدبي، محققا بذلك السبق والريادة في العديد من المجالات التي طرقها، سواء في الشعر أو السرد أو التاريخ أو الدراسات أو الإعلام، أو غير ذلك من ضروب التأليف والكتابة.
أخذت ترجمة الذات في الكتابة مساحة إبداعية جديدة لها حضور متنوع الكتابات في عمان خلال الألفية الجديدة، وهي سائرة يوما بعد يوم إلى الشكل والتنوع من جهة، وإلى التطور والنضج من جهة أخرى بفضل ما يتحقق لها من روافد كتابية حديثة. فهي على ذلك جديرة بالدرس والاستقراء، لا لكونها تندرج ضمن المنظومة الإبداعية السردية فحسب، بل كونها تعبر عن قضايا الإنسان العماني في شفافيتها المرتبطة عضوا بالتعرية عن الحياة الشخصية الحميمة، وهو ما يؤهل مقام الذات الكاتبة لتكون الموقع الفاعل الذي يرصد خصوصيات منظور الإنسان العماني في صياغة الرؤيتين الذاتية والموضوعية (للأنا) والمحيط من حولها. ولا نشك في أن التجربة الكتابية الذاتية في عمان شلت من ناحية أخرى أبعادها الجمالية المخصوصة التي ساهمت في إثراء فضاء التجريب الكتابي في حقل أنواع كتابات الذات بصورة عامة.
على الرغم من أن الإحصاء أداة خطيرة في يد الناقد الأدبي، وقد يفضي سوء استخدامه قصدا أو عفوا إلى تشويه الحقائق وتضليل طالبيها، وعلى الرغم من أن دخوله ميدان الأدب حديث نسبيا، وما تزال العديد من مناهجه وأدواته المقترحة في طور التجريب، فإن هذه الصعوبات لم تحل بين الباحث ومحاولة اختباره، واستكشاف حجم عطاءاته في النقد الأدبي، لاعتبارات عدة يأتي في مقدمتها إحساس شخصي متنام يوما بعد يوم بما يعانيه هذا الأخير من مشكلة عدم انضباط منهجي وقصور في أدوات البحث الموضوعية تجعل المشتغلين به يدورون في حلقات مفرغة، فما يتصورون أنفسهم حلوا مشكلة ما حتى يفاجؤوا بإعادة طرحها من جديد، على نحو تبرز فيه ظاهرة الاجترار والتكرار، والتورط في جدالات مزمنة غير قابلة للحسم. في هذه الأطروحة نجتهد في مقاربة الأسلوبية الإحصائية، على نحو نأمل أن يمكننا من تمثل فلسفتها وفرضياتها الأساسية، واستيعاب مناهجها وأدواتها الإجرائية، وامتلاك القدرة على تطبيقها التطبيق المناسب الذي يرضي أصحابها والداعين إليها، في محاولة لاستكشاف الإمكانات التي توفرها للناقد الأدبي، واختبار قدرتها على تحقيق هدفها الأساسي وهو تقريب النقد من العلم.
ما الدّاعي إلى تناول ثلاثة تجارب مسرحية متباينة في كتاب واحدة ما الذي يجمع بينها؟ وما الذي يجعلها متفرقة وقابلة للجمع في آن معا؟ الكل كاتب أسلوبه الذي يكتب به، كما أن لكل مخرج طريقة. فلماذا كتب محمد الشنفري مسرحيتيه بذلك الأسلوب؟ ولم يكتب مثله بدر الحمداني؟ ولماذا لم يخرج محمد خلفان "قرن الجارية" كما أخرج الشنفري مسرحية "مليونير بالوهم"؟ فلأننا في الحقيقة، لا نملك القرار، لنلزم أحدا أن يكون مقلدا للثاني. آمل أن أكون قد أجبت على السؤال الذي افتتحت به هذا التقديم المقتضب، أخذ يتضح لكم أن دوافع اختياري لهؤلاء الكتاب الثلاثة معا نابع من غرض جمالي إبداعي بالمسرح، وهو انشغال عندي مشدود إلى أفكار جيل من الشباب المسرحي في عمان، ينعقد عليهم التنوير والتطوير.
يقدم هذا الكتاب دراسات تطبيقية في مجموعة من الروايات العمانية الحديثة التي يشكل بعضها إضافة نوعية، لا إلى الأدب العماني فقط، بل إلى الرواية العربية. وهذا يدل دلالة ناصعة، على أن الرواية في عمان حرقت كثيرا من المراحل، ووصلت إلى شكل مقبول، وقابل للتطور في ظل تراكم فني مأمول; حيث صار بالإمكان أن نقرر أن الحكاية لم تعد، وحدها، الشغل الشاغل للروائي العماني، وأن سؤال كيفية تقديمها صار الهاجس. وقد تجلى ذلك، كما سيلاحظ القارئ من خلال النماذج المطروحة في التعامل مع عناصر السرد كافة.
ليس عنوان "الغابة الفاضلة" -وحده- باعتباره متعاليا نصيا رئيسا قادرا على البقاء في ذهنية القارئ ومتخيله المعرفي، إنما شخصياتها تراهن على أن تظل رواية حاضرة في تاريخ البناء التراكمي للقراء: لانتمائها إلى نوع أدبي قديم متشكل منذ كلاسيكيات الأدب العربي في كليلة ودمنة، وفي أعمال أخرى تلته في الآداب الإنسانية بلغات العالم المختلفة. تكمن قوة "الغابة الفاضلة" في انحيازها للأفكار، وجمالها باعتبارها نصا أدبيا لافتا يتقاطع مع تلك الرغبة الصادقة في أن يبني الحيوان غابته الفاضلة مثل ما حاول خيال أفلاطون أن يبني للإنسان مدينته الفاضلة. بين الواقع المجازي في عالم حيوان "الغابة الفاضلة" والواقع المتخيل من عالم الإنسان استطاع عادل المعولي كتابة نص مختلف عن السائد المألوف، ليترك قارئ غابته الفاضلة يبحث عن أي من شخصيات روايته الأقرب إليه.
"الثقافة كما نريدها".. للكاتب محمد الرحبي، وهو مجموعة مقالات تنوّه إلى قضايا فنية، كالحداثة الشعرية وثقافة الشوارع وكيف نستمتع بالفن، ويحتفي في بعض المقالات بشعراء وفنانين تركوا أثرا في الواقع.. كما يناقش موضوعات اجتماعية معاصرة كاتجاهات الشباب، وتمكين المرأة، والتقنية وأثرها على الواقع، مستشهدا بمقولات المثقفين. كذلك يطرح المسائل الثقافية المحلية عن الكاتب والكتاب العماني والملاحق الثقافية. ولا يفوته عرض تجاربه في السفر ومقارنة الأمكنة كمقاهي الشانزليزيه بمقاهي عمان. تلك المقالات المنشورة في الجرائد، مكتوبة بلغة سهلة ليتلقاها عموم القراء.