"العمانيون وأثرهم الثقافي والفكري في شرق أفريقيا" للدكتورة هدى بنت عبدالرحمن الزدجالية فصّلت في مباحث الكتاب الهجرات العربية إلى شمال أفريقيا، ودور العمانيين في انتشار الإسلام هناك، وأشهر العلماء والفقهاء والقضاة ونتاجهم الفكري، وأهم المؤسسات الثقافية العمانية في شرق أفريقيا، ودور العمانيين في التعليم وحركة الصحافة والمطابع والنشر، وموقف العمانيين من التنصير والاستعمار الأوروبي وموضوعات أخرى. جاء في مقدمة الدراسة "لم يكن تاريخ العمانيين بشرق أفريقيا مرتبطًا بالنشاط التجاري أو السياسي فقط، بل تعداه إلى تأثيرات حضارية وثقافية وفكرية ولغوية ودينية". الكتاب بمثابة موسوعة تاريخية تغطي الفترة من عام ١٨٧٠ حتى عام ١٩٧٠م
يضم هذا الكتاب خمسة عشر بحثًا هي مجمل بحوث الندوة العلمية التي نظمها النادي الثقافي بمسقط يوم 6 نوفمبر 2018م حول الإمام جابر بن زيد الأزدي (18هـ-93هـ/642م-712م)، وهي تسعى إلى قراءة فكر الإمام قراءة معاصرة، تنحو إلى المستقبل؛ وذلك للأثر العميق الذي تركه في بلده عُمان حتى اليوم. توزعت البحوث على محاور ذات أبعادٍ لم تُطرق من قبل، من مثل تأثير البيئة؛ البَصرية -والعراقية عموماً- ثمّ الحجازية، وقبلها العُمانية، على الإمام جابر، والرؤية الأخلاقية التي التزم بها، وأثرها في تغيير الواقع، والأبعاد التربوية لكونها أساساً نفسياً متحققاً في ذات الإمام جابر من الأصل، والفلسفة المثالية الواقعية التي واجه بها الطغيان الأموي، والفقه المقصدي الذي كان جابر من أوائل من أرسى معالمه، والبواكير العقدية الأولى لديه التي شكّلت ملامح الجدل الكلامي في ما بعد، وتحليل كتب من التراث احتوت على آرائه وأقواله.
لقد آمن مجلس إدارة النادي الثقافي بأهمية التعرف بالإبداع العُماني نثره وشعره حين وضع على عاتقه تأطير برنامج مؤسس من أجل التعريف بالمؤلف العُماني ناثراً كان أو شاعراً فكانت ولادة فكرة تأسيس برنامج ( النص العُماني برؤية عربية) لينطلق هذا المشروع من قناعات تتفق جميعها حول حاجة النص العماني إلى الدراسة والتحليل وهي حاجة لا تقل أهمية عن وجود النص نفسه؛ فالنقد دورة حياة مهمة للنص، ومن خلالها تنكشف أبعاده ومساراته، وسياقاته، وتحولاته التاريخية والاجتماعية، ومن خلال مسارات النقد واتجاهاته ومدارسه ومناهجه المتعددة فإن النص سيدخل الشكل التفاعلي مع المتلقي( القارئ) بمستوياته لنسج نصوصاً جديدة مغايرة. إن ما نعرضه هنا من رؤية لمشروع نقدي مستمر هو جزء من حلقات تخصصية لنص معيّن، يشمل النص الأدبي والتاريخي والنقدي والفني وغيرها من النصوص التي يمكن أن تُقرأ وتُحلل من منظور نقدي منهجي حديث يأخذ بعين الاعتبار تنوع المناهج وتنوع الرؤى من ناحية وحاجات النص وسياقاته من ناحية أخرى؛ حيث يتم تحديد محاور الدراسة ويستكتب مجموعة من النقاد العرب ممن لهم صيت ذائع في هذا المضمار، لإنتاج مباحث علمية متخصصة تُطبع في كتب في هيئة سلسلة متعاقبة.
إذا كان المكان -بالمعنى الفيزيقي- هو تلك الأمكنة المتعددة التي تحيط بالذات الإنسانية في حياتها العامة، فإن اللغة في الكتابة الأدبية ستحول المكان من وصفه هذا إلى نظام من أنظمة المعطيات المحسوسة التي ستشكل النص الأدبي وتحدد معالمه وعلاقاته من خلال تحويل العالم إلى أنساق لغوية وميتالغوية، ولذلك فإن السيميائيات (Semiotics) مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعمليات الإدراك التي تقود الذات إلى الخروج من ذاته لينتشي بها داخل عالم مصنوع من ماديات قد يجهل عنها كل شيء، وفي هذا المجال يقترح بورس (Charles Sanders Peirce) رؤية فينومينولوجية للإدراك ترى في كل الأفعال الصادرة عن الإنسان سيرورة بالغة التركيب والتداخل، ولذلك فإن العالم خارجنا ليس هو العالم الذي يرى في الواقع الحقيقي بل العالم المرئي من منظور استرجاع وتذكر.
إنّ السيميائية تكشف الدلالات في حياتنا الاجتماعية التي تعيش ضمنها كما تنبّأ بها اللغوي فيرديناند دو دوسوسير صاحب كتاب «محاضرات في الألسنية العامة»، لذا فإنّ العلامات مرتبطة بحياة الإنسان الذي هو في الأصل (علامة)، يصنعها ويبتكرها، ويحملها المعاني والدلالات، فكل ما حولنا من علامات لها أدوار اجتماعية وثقافية بل وأيديولوجية. إنها ليست بريئة كما تبدو في الظاهر.
إن هذه الدراسة تعمد إلى دراسة العلامات الإشارية وتحليلها بوصفها علامات مؤثرة في التواصل اللغوي من خلال تعانقها مع العلامات اللسانية من جهة ومع السياقات المقامية والنظائر والقرائن الإشارية من جهة أخرى، بل واعتماد العملية التواصلية على هذه العلامات الإشارية وحدها في بعض مستوياته أو سياقاته، ليصل إلى الدور الذي تقوم به هذه العلامات الإشارية في إنتاج دلالات ومعان متنوعة ناتجة من منظومة التكوين اللغوية والسياقية للنص.
إنَّ هذا العمل "عبارة عن تطواف لفكر هؤلاء المفكرين والأكاديميين والباحثين في القراءة لمؤلفاتهم، كما تحدث عنهم الباحث في هذا الإصدار؛ من خلال اللقاءات الشخصية والحوارات الفكرية مع بعضهم، التي استدعت ذلك". ويقول المؤلف في مقدمة الكتاب: "من خلال قراءاتي ومتابعاتي لمؤلفاتهم، فكرت في عمل قراءة لبعض ما كتبوه من آراء وأفكار، بغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي معهم فكريًّا، لكنَّ رغبتي في التعرف على هؤلاء المفكرين، ومناقشة أفكارهم وأطروحاتهم، وأيضًا إبراز اختلافاتهم الفكرية بين بعضهم البعض.
لقد حاولت في هذا الكتاب أن أقدم للقارئ الكريم مقاربة عميقة في موضوعها بسيطة في عرضها، كي تمكنه من إدراك ماهية لهذا الشيء الذي يسمى العقل، وكيف يعمل، وكيف ينشأ وكيف يترعرع وكيف ينضج وكيف يشيخ ومتى يهرم، وكيف يخلق الأفكار، وكيف يفهمها، وكيف يحفظها وينظمها ويستعيدها، وكيف تتطور الذاكرة، وكيف تتعدد مجالات الذكاء، وكيف يساهم الخيال في الإبداع، وماهية الوعي وأهميته، وكيف تتشكل القناعات، وما دور العاطفة في صناعة الأفكار، وما أهمية الحدس والإلهام والشك والفضول المعرفي والتفكير الفلسفي في الإبداع، وكيف تعاطي المفكرون الأوائل مع العقل، وكيف فهمه المتأخرون، وكيف يؤثر العقل في بنيتنا الأخلاقية وأشينا الإيمانية، وكيف يتم توجيه السلوك، وما هي القوى التي تمارس تأثيراً خفياً على العقل وظاهراً على عمله، وما هي الطرق التي يمكن أن ترتقي بنا من وهاد التفكير الاعتيادي إلى فضاء الحكمة والتفكير الاستثنائي.
إن ذلك الإيمان السمح الذي فهمه وتفاعل معه العالم والإنسان العادي على السواء قد تاه في الزحام، فغزته الفلسفات العقيمة واخترقته الإسرائيليات الخرافية، وضيعته الروايات الكاذبة، ففقد صفاءه ونقاءه وتحول إلى ماديات جوفاء لا روح فيها ولا حياة، إن الكثيرين اليوم - بسبب نظرتهم المادية - لا يتصورون حقيقة الإيمان إلا بوجود جن يتلبسون بالإنسان ويمكن رؤيتهم، وسحرة لهم قدرات لا حدود لها، ورقى يعالجون بها مختلف الأمراض من السرطان إلى الزكام، وكرامات خارقة هي معيار الولاية والقرب من الله تعالى. أليست هذه هي المادية البحتة التي لا تعبر عن جوهر الإيمان وحقيقته القائمة على الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر؟!.
عليـك أن تقـرأ هـذا الكتاب لأنـه يستخدم منهجية وأداة فرديتان من نوعهما ليطلعـك علـى أسـباب بعـض الظواهـر اللغويـة والاقتصاديـة والتربويـة والتعليميـة والأدبيـة والنفسية والعلاقات والمشكلات الاجتماعية من وجهة نظر اجتماعية. هـذا الكتـاب سيساعدك بـكل تأكيـد علـى تنميـة مهارات الملاحظـة والنقـد والفـك والتركيب والتحليل بصورة لا تتخيلها. سيدهشـك كـتـاب "قسـم جراحـة النكتـة" بكميـة ونوعيـة الأفـكـار التـي كـانـت أمامك و لم تنتبه لها في أي وقت سبق.
سفينةرمضان: انحياز إلى حيث التجديد في الخطاب، استراتيجيات فاعلة من شأنها أن تغير حياتك، يجمع بين المتعة والفائدة، يالها من مغامرة جديرة بالتجربة، إبحار مختلف يجمع بساطة الأسلوب وعمق الطرح مع روعة التخطيط وتماسك المضمون.
لماذا، وكيف نفسر حادثة «اتفاق دما»؟ إن تفسيرها ضروري، لأسباب منها: نحن بحاجة إلى اكتساب فهم علمي موضوعي لحوادث تاريخنا العماني يكون أقرب ما يمكن من الحقيقة الموضوعيّة، فتاريخنا العماني بنواحيه المختلفة لم يدرس دراسة كافية، وما أجري عليه من دراسات يسيطر عليها النواحي المدرسيّة والتوجه الدينوي المذهبي في تفسير التاريخ – إلا ما ندر – فنحن في حاجة ماسة لتطبيق المنهج العلمي لدراسة تاريخنا واكتساب وعي صحيح عنه يفيدنا في فهم ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.