يشهد العالم الآن ثورة صناعية جديدة، ثورة تختلف عن الثورات الثلاث الماضية من حيث السرعة والنطاق والتأثير. أطلق عليها الثورة الصناعية الرابعة بالمنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا في عام ٢٠١٦. وبظهورها قلت الحاجة إلى العمالة مع وجود الروبوتات. ونجد أن بالمقارنة بين الأنسان والآلة سيبقى الأنسان متميزا عن الآلة في امتلاكه للمهارات التفكير العليا (الابداع والابتكار). ولمواكبة الثورة الصناعية الرابعة، وتماشيا مع التوجهات العالمية نحو التحول الرقمي، أصبحت المؤسسات التعليمية أمام واقع جديد يتوجب فيه تحويل طرق وأساليب التقليدية التي تقتصر على تنمية المهارات الأساسية (القراءة، والكتابة، والحساب)، إلى طرق وتقنيات رقمية تنمي مهارات المستقبل تتضمنها مهارات التفكير العليا.
سعت الدراسة إلى معالجة القصة القصيرة جدًا عند الكاتبة عزيزة الطائي، وذلك انطلاقا من مفهوم التعاليات النصية (Transtextuality)، الذي نظّر له الناقد الفرنسي جيرار جينيت، في رحلة تطويره لمفهوم الشعرية، فالتعاليات النصية مصطلح جينيتي، يفتش في الأبعاد العلائقية بين النصوص، تلك الأبعاد التي تصنع شعرية النص، وتكشف عن تفاعلاته، وإذا كانت جوليا كريستيفا (J. Kristeva) قد نظّرت لمفهوم التناص، فإن التعاليات النصية عند جينيت قد ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، فالتناص عنده علاقة من بين خمس علاقات تتضافر معا؛ لتجعل من النص متعاليا على ذاته، ومتعالقا مع نصوص ومرجعيات أخرى.
المصطلح ليس خاصا بالعلوم فـ"لكل قوم اصطلاحهم" كما قيل، هناك مصطلحات بحسب المهن والصنائع ومصطلحات بحسـب الفئـات الاجتماعيـة ومصطلحـات بحسـب البيئـات والثقافـات والمذاهـب الفكريـة ومصطلحـات بحسب الأزمنة والعصـور التـي تظهر في زمن وتتلاشي فيما يليـه، وهنـاك مصطلحات ترمّز بالكلمـات وأخرى ترمّز بالأعداد والرسوم والرموز الخاصة المختلفة.وتسعى هذه الدراسات لتلمس المصطلحات العمانية باعتبار أن الثقافة والحضارة والبيئة العمانية سياجات تسيّج مفاهيم خاصة بعمان، أو بما له وشيجة قربى بها، سياجات تحد من دخـول المفاهيم اللغوية العامة بها، أو من دخول المفاهيم اللغوية الخاصة بغيرها بها كذلك.
هذا الكتاب يكشف بأسلوب هادئ دقيق عما تفرّق من آراء جمعها المؤلف برفق، واستنطق مضامينها، وحلل أصولها، وأبان دقائقها؛ ليقدمها إلى الباحثين والقرّاء… ليطلعوا عليها أولاً، ثم يسألوا عمّا أفادوا منها، وكيف تداولها السابقون في ضوء تطور الفكر الأصولي، ومدى ما يبقى منها في حياتنا العقدية والعامة… لست هنا بصدد تقويم الكتاب ولكنها نظرة من قرأه، وعرف مؤلفه بحرصه وجديته… نفع الله بهما بما يمكث في الأرض”. أ. د. سعيد الزبيدي
إن العلم بالمعنى الغربي الحديث science يُعنى بدراسة الظواهر الطبيعية وفهمها وإختبار فرضيات عن هذه الظواهر (إما بالملاحظة وإما بالتجربة). وهو على الرغم من هذا ينطلق من فرضيات فلسفية خارج نطاق الإثبات التجريبي، لعل أهمّها الإفتراض الأول بأن هذا العالم حقيقي وليس وهماً، أي أن له وجود حقيقياً خارج الذهن. والفلسفة هي استخدم العقل، أكرّر الفلسفة هي إستخدام العقل لبحث مسائل تتعلّق بطبيعة الوجود (الميتافيزيقيا)، أو أساليب التفكير (المنطق)، أو حدود المعرفة (نظرية المعرفة)، أو المعاني (فلسفة اللغة)، أو الإلتزام الأخلاقي (علم الأخلاق)، أو طبيعة الجمال أو طريقة عمل فروع المعرفة (فلسفة العلم، فلسفة التاريخ… إلخ). لذا، فالملاحدة المتعصّبون عندما يهاجمون كل المعتقدات الدينية بذريعة علمية، فإنهم يعطون العلم مجالاً يتعدّى مجاله، أي يتجاوزون حدّ الإختبار بالملاحظة أو التجربة إلى ما وراء الطبيعة، وهو مجال خارج نطاق الإثبات التجريبي، لذا، فإن الإعتراضات الرئيسية للملاحدة الجدد طبيعتها فلسفية وليست علمية بالمعنى الغربي الحديث.
هذا الكتاب يلقي الضوء على حقائق تبدو غائبة من الكثيرين، كاشفاً عن تفاصيل غواية كبرى انتهت إلى إطلاق الفتنة النائمة من قمقمها لتطاول، الحرث والنسل، جاعلة من الأوطان مجرد هياكل آيلة للسقوط ممزقة نسيجها الإجتماعي منتهكة لكل الحرمات ربما بعون ورعاية من الذين يفترض أنهم قائمون على صيانتها وتأمينها، كيف تسير الأمور على الصعد القطرية والخليجية والعربية وماذا فعلت النفوس البشرية الأمّارة بالسوء بنفسها وبغيرها. يرصد ما جرى ويجري… كيف ولماذا؟ ويستقرئ ما هو آتٍ منطلقاً من قراءات متأنية لحوارات متعددة ومتنوعة مع "جندي مجهول" كان شاهداً على حالة الإرتداد والرُدّة إلى زمن "ملوك الطوائف" الذين بكوا عروشهم كالنساء حين فشلوا في الحفاظ عليها كما الرجال. صرخة مكتومة من حناجر تملأها غُصة، ودعوة مخلصة إلى "نوبة استيقاظ" باعتبارها بوقاً لإنذار أخير نأمل ألا يكون "متأخراً" تحسباً لما يمكن أن يصعقنا في الغد القريب.
يضم هذا الإصدار بين دفتيه مجموعة من المقالات والنصوص الأدبية والدراسات والحوارات التي نشرت في مجلة الفلق الإلكترونية. وقد تطرقت هذه النصوص إلى موضوعات متعددة أهمها الفكر والثقافة والفلسفة والسياسة والإقتصادي. ويعد هذا الإصدار باكورة الأعمال التي سوف تقوم المجلة بنشرها تباعاً بهدف إبراز قيمة الطرح الذي تتبناه، وحتى يكون بمثابة مصدر بحثي للراغبين في الرجوع إلى هذه النصوص لأهداف دراسية أو بحثية أو علمية. كما تهدف المجلة من هذا الإصدار إلى مد الجسور الثقافية، وخلق بيئة من التفاعل بين الكاتب والمثقف أينما وجد وبالكيفية التي يراها مناسبة للحصول على المعلومة سواء بالطريقة الإلكترونية أو الورقية. وإذ تشرف مجلة الفلق الإلكترونية على إخراج هذا الإصدار إلى النور، فإنها تتقدم بخالص الشكر والإمتنان للمفكرين والكتاب والأدباء والصحفيين الذين دأبوا على النشر فيها. كما تتقدم بجل الشكر والتقدير إلى طاقهما المتميز، والذين هم بمثابة الجنود المجهولين الذين عملوا على إنجاز هذا الكتاب، وما زالوا يساهمون في رقي وتقدم المجلة ولا يألون جهداً للوصول بها إلى التميز.
يضم هذا الكتاب حوارات بين مثقفين وكتاب إلكترونيين مجهولي الهوية دارت في موقع الحارة العمانية. ونظراً لطبيعة هذه (الحوارات) في الأصل، فإنها صريحة ومحرضة بل حادة، ومنطقية أيضًا. إن هذه الحدة تجعل الكتاب حاملاً نبرة مختلفة عن المجتمع العماني الذي اتسم لفترة طويلة بهدوئه البالغ. أجريت هذه الحوارات قبيل أحداث الربيع العربي وأثناءه، وعليه فإنها تمثل جرداً مهماً لأفكار النخبة المثقفة وهواجس شريحة مهمة من المجتمع، وبالتالي فإن الكتاب يمثل إضافة مهمة في الشأن العماني.
هذا الكتاب يشتمل على مقالات نشرها الكاتب في الصحافة تدور كلها حول الأدب والإبداع في عُمان وشجونه وقضاياه والسعي للإرتقاء به وفتح الآفاق أمامه لملاقاة العصر وملامسة الحياة الحديثة ومناقشة هموم الكتّاب ومطالبهم والدعوة لنهضة أدبية تتسع دائرتها وتشع مصابيحها نحو الأجمل والأفضل بعيداً عن الحدود والقيود.
يشهد العالم العربي الكثير من التغيرات الدراماتيكية تطاول أنظمة الحكم والحكّام في غير دولة وخصوصاً إثر ثورات تونس واليمن ومصر وليبيا إلخ. في هذا الكتاب (جزءان) يتناول الباحث والخبير في الشؤون الخليجية جوزيف كشيشيان أنظمة الحكم في كل من: السعودية، الإمارات، البحرين، الكويت، عُمان، وقطر (دول مجلس التعاون الخليجي) والمغرب والأردن، بدءاً بتأسيسها وكيفية الحكم فيها وتعاقب الملوك والأمراء في الحكم، مروراً بالمفاصل والمحطات التاريخية الحاسمة: الحرب الباردة بين القطبين، والحروب العربية، الإسرائيلية، الثورة الإيرانية، حروب الخليج وصولاً إلى "الربيع العربي" وتداعياته المستمرة. تواجه هذه الدول تحديات قديمة، جديدة فرضت تغيرات جذرية في طبيعة حكمها وفتحت على إحتمالات يصعب تكهن نتائجها، في هذا الكتاب عرض لأهم التحديات والأسئلة المصيرية وأهمها: النزاعات الإقليمية الحدودية، والإنقسامات العربية، وأطماع الدول النافذة (إيران، العراق، تركيا)، الوحدة الإقتصادية والعسكرية. والأحلاف المتقابلة والمتواجهة (إيران، سورية، المقاومة/ تركيا - الخليج)، النزعات بل النزاعات الطائفية والمذهبية والعرقية، تفاوت الدخول بين فئات الشعوب، التمسك بالسلطة والصراع على النفوذ لدى الحكّام، مسائل الديموقراطية والحرية والإصلاحات إلخ. كتاب يؤرخ ويوصّف ويطرح الأسئلة المستقبلية حول مصير تلك الدول القريب أنظمة وشعوباً.
يبحث هذا الكتاب في نظام الحكم في كل من المملكة العربية السعودية، والامارات العربية المتحدة، الأردن، المغرب بصفتها جزءا من الممالك والإمارات العربية الثماني إذا أضيفت البحرين والكويت وعمان وقطر. حيث يجمع بين هذه الدول نظام الحكم الأسري وكيفية تعاقب الحكم في كل منها مع بعض الاختلافات وتطور الحكم فيها منذ نشوئها. كذلك يجمع بين الممالك المذكورة التهديدات المشتركة التي تحيط بالمنطقة وأولها : القضية الفلسطينية، الصراعات الدولة والإقليمية ومطامع الدول النافذة والكبيرة مثل : إيران، العراق، السعودية. وخصوصا بوجود النفط في عدد كبير منها حيث يشترك بعضها في منظمة أوبك وست دول منها : الإمارات، السعودية، والبحرين والكويت، وقطر، وعمان تكون ما يعرف بـ : دول مجلس التعاون الخليجي.
من أين جاء العالم؟ هل أن لكل شيء بداية؟ لماذا تحتاج الكائنات إلى موجد؟ ولماذا استغنى الموجد عن الحاجة؟ هل صفحة الكون سراب بقيعة يحسبها الظمآن ماء؟ أم هي مرآة تتجلى فيها الذات الإلهية المقدسة؟ هل الوجود محصور في هذا العالم؟ أم أن له مراتب؟ وهل فعلا العالم نهر عظيم يأخذ بكائنات عبر الموت من ضفة الدنيا ليلقي بها إلى ضفة الحياة الأخرى؟ وهل بلوغ القرب الإلهي متاح؟ كيف تسللت الشرور والمصائب في صناعة هذا الكون؟ ما القضاء؟ وما القدر؟ وهل للإنسان الكامل وجود؟. ظلت هذه الأسئلة تجتاح ذهن إيمان ردحا من الزمن، إلى أن وقع بصرها على عالم صوفي، فاقتنته، علها تروي غليلها بالسفر فيه، والتزود منه. وكم أسعدها السفر في ذلك العالم البديع، ولكنها، حين العود، لم تجد ما تتشبث به، لتردع عن تفكيرها هجوم تلك الأسئلة الغامضة مجددا، إلا أن تقول“ إن الفيلسوف الحقيقي لا يعترف بالفشل أبدا.