قراءات شعرية ونثرية
يقف قارئ هذا الكتاب، فيه، على مجموعة من الدراسات المتنوعة التي تنحو منحىً قرائياً تطبيقياً في الجانبين الشعري والنثري، قديماً وحديثاً: ففي الشعر تكون البدأة من الشعر الجاهلي، ليتناول الكتاب قراءة قصيدة من قصائده من منظور حديث قائم على معطيات المدرسة التفكيكية وآلياتها القرائية التي شغلت الباحثين طويلاً واستأثرت تكثير من جهودهم، وإن كانت في معظمها نظرية، لا تقرب التطبيق إلا لماماً. ثم ينتقل الكتاب إلى الشعر الحديث، في سلطنة عمان تحديداً، ليدرس ديوان الشاعر السيد هلال بن بدر البوسعيدي، في سياق موضوعة محددة فيه، هي موضوعة "الاغترب" بما فيها من أبعاد وآفاق متنوعة، تلتقي فيها الجوانب المضمونية والتشكيلية معاً، منصهرة في بوتقة الرؤيا التي ينطلق الشعر منها ويقوم على أساسها. ولا يمضي الكتاب بعد الشعر إلى النثر مباشرة حتى يقف، في مرحلة برزخية، على دراسة تحاول أن تتبع "الشعرية" الكامنة في لغة قصة قصيرة من قصص الأدبية المعروفة غادة السمان. وبعد البرزخ، يحين وقت النثر الأدبي، قديمه في البدء، فيدرس الكتاب فن المقامة عند الحريري، محاولا البحث عن صلته بالفن القصصي الحديث، حتى إذا نال منه وطره انتقل إلى الفن الروائي الحديث ليقارب منه روايتين معروفتين لأديبين شهيرين، هما "ثرثرة فوق النيل" لنجيب محفوظ، و"شرق المتوسط" لعبد الرحمن منيف.