هنا مع هذا السفر تسافر الذاكرة والذكريات.. ستلتقي ومضات من (محصلة الحكمة) التي فاض بها رحيق التجارب التي عاشها المؤلف.. تجارب حياة عميقة، لرجل لم يكن مجرد شاهد عليها بل وصانع لها في أحايين كثيرة.. هنا تلتقي الذاكرة بالذكريات تلتقي الحكمة بالتجربة ستجد في هذه "المسيرة" معادلة الهوية والانفتاح كذلك هو دأب السيد يعيش بالفكر مع الفكر للفكر يسافر بنا في شطآن الحياة حاملا حقائب الخبرة والمعرفة والتجارب والواقع متسلحا بالنور القرآني ليضيء به دياجير الظلمات
سلام على تلك الأرواح الطاهرة والأسماء الخالدة التي سجلها التاريخ بمداد من نور لتبقى "خير أمة أخرجت للناس" تلك كانت جولتنا في صفحات التاريخ حول بطولاتهم.. انجازاتهم.. عطائهم إنهم أرقام صعبة عبرت متن الحياة بالصبر والتجلد واتخذت من إيمانها شعلة متوقدة تنير لها عرصات الطرق وتقلبات السنين حتى سادت الدنيا برمتها وانقاد لها الشرق والغرب بالسمع والطاعة..
إذا كانت فترة الأربعينيات حاسمة في تاريخ الشعر العربي المعاصر بنشأة قصيدة التفعيلة عند السياب ونازك الملائكة، فإن فترة السبعينيات هي أيضا فترة حاسمة في تاريخ الشعر العماني المعاصر؛ حيث البداية في تشكل خريطة قصيدة التفعيلة العمانية. وتشير الدراسات الحديثة في الشعر العماني المعاصر إلى أن أول من كتب شعر التفعيلة في عمان هو عبدالله الطائي من خلال قصيدته "انفخوا النار".
“عندما ينفصل آخرُ جُزءٍ من الطائرةِ عن الأرضِ، وهي إطاراتُها العملاقة في رحلةِ المغادرةِ بعد سرعةٍ هائلةٍ من السيرِ على مدرجِ المطار، تبدأ حياةٌ أخرى ضمنَ قريةٍ من الأشخاصِ لا يملكون وقتها أيَّ شيءٍ سوى استمتاع عساه يكتمل، وساعات بطيئة محددة سلفا على مقعدٍ مفعهم بالسكينة والهدوء يحدُّه الضيقُ من كل مكان. لغاتٌ مختلفة كما هي أحلامهم ووجهاتهم التي ينطلقون منها الى مسارات أخرى، تحكمهم قوانين واضحة تسري عليهم في قريتهم الطائرة المحكمة الإغلاق، لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال. في كل رحلة اكتشف شيئا جديدًا، حتى لو تكررت الزيارةُ إلى نفسِ البلاد، فمهما حاول الرحال أن يجعل رحلته متكاملة تبقى هنالك أمورٌ خافيةٌ سوف يكتشفها في رحلتِه القادمة”.
أشعلت سراج الأمنيات من جديد فلم أجد غير ظلمة تقيم على بعضها.. حاولت أن ألملم بقايا أوراقنا المنثورة لكنها الريح حملتها بعيدا.. بعيدا. وظل الليل مقيما في الذات إلى الأبد.
عندما وصفه الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي بأنه "راهب متبتل في حب اليمن والثورة العربية". وضع إصبعه على العصب الحساس في شخصية الدكتور عبدالعزيز المقالح. فهو راهب في هدوئه.. لا تكاد تسمع صوته، عندما يتكلم يهمس ولا يتفوه بأكثر من جملتين قصيرتين الا اذا تكلم في الثقافة. وهو راهب في بساطته وتواضعه. هو عبدالعزيز المقالح الشاعر الكبير والأكاديمي والناقد الذي أخذ من الشخصية اليمنية بساطتها وعمقها التاريخي ومن الشخصية العربية كرمها ورفعتها ومن الشخصية المعاصرة حضارتها ومن شخصية الشاعر شفافيته وحساسيته.