لأجل مشاركة القارئ العربي في إعادة التعرف على القصة الروسية القصيرة، جاءت ترجمة القصص التي بين أيدينا، من خلال طيف منها، صغير ومحصور، ولكن ألوانه متنوعة، تتضمن أسماء بارزة ومؤثرة في الأدب الروسي المعاصر.. حيث الأسئلة الوجودية الكبرى مطروحة مع أحداث الحياة اليومية أو على خلفيتها، تكشف لنا ابتعاد الكتاب الجدد عن القضايا الكونية واستبدالها بالتفاصيل الحياتية المتدفقة واللحظية..
جيل الشباب أسقط الأيدلوجيا بواسطة التكنولوجيا، أنظمتنا التي سقطت أو التي هي قيد السقوط، قامت على أدلجة مخيفة للمجتمعات، ايدلوجيا ثابتة غير قابلة للتحول، الشباب قاطع هذه الأيدولوجيات ولا يملك خلفيات أيدلوجية، هو انطلق من التكنولوجيا. السؤال هل الشباب هو سيد الثورات أم سلبت منه؟. النتائج التي توحي اننا لسنا واثقين أن الشباب مازالوا قادة الثورات، وأنهم هم الذين يقودون مرحلة ما بعد الثورات لبناء أنظمة جديدة، وبالتالي علامة الاستفهام الكبيرة التي أرسمها أنني سأقول لأول مرة انني مع الثورات ولست مع ثوارها.. (جورج طرابيشي)
(كتاب باللغة الألمانية) Der Omanische Schriftsteller und Reisende, bereiste 70 Länder. Er lebte zeitweise in verschiedenen Gesellschaften. Bestieg 12 Berggipfel auf seiner Tour als Weltreisender.
كان ليل (تشتوان) طويلا جدا وهادئا، وجراح القلب تنفتح في تلك اللحظات دون أن تستطيع وصف ألمها بالكلمات، لا تسمع في ذلك الليل هما أو صوتا. لقد تعود الناس أن يناموا مبكرا، لذلك حينما تلقى نظرة من الأعلى لن تجد سوى الظلام يبتلع المكان. كان لسكون الليل صوت کالمطارق أو الصراخ المكتوم. كانت تلك الأصوات تهدر من بعيد ثم تخفت..
تركني في هذا الفراغ السحيق كهوّة بئر يسقط فيها المرء ولا يصل إلى القاع، لقد تركني في دوّامة من الرعب، شعرت أنّ ثمة عيوناً تفتح من تحت الأرض تراقبني، كان كل شيء يتحرّك من حولي. كان الأصوات تنبعث من كلّ مكان، أصبحتُ وحيداً بين تلك الوهاد والحفر المظلمة، لقد تحوّلت تلك الخفافيش إلى جثثٍ معلّقةٍ مرعبة. لم يكن أمامي سوق الانطلاق نحو ذلك الضوء الخافت البعيد، لم أشعر بقدميّ من شدة الخوف، كنت أعدو عدواً وأسقط عدّة مرّات لكنّي أواصل المسيرة، أتوقّف قليلاً لتأمّل كل حجرٍ تدمى عليه قدمي، كم عوت الذئاب المعربدة على ضفّة الوادي وأنا أهدهد جمرة الخوف بالآيات القرآنية والدموع!... لم أكن أشعر أنّي اقترب من الضوء لكنّي ما زلت أمشي وأمشي...