الجميع يحلل ويحاول الفهم. فاقد الشيء لا يعطيه. وما اعتدته منذ صغري هو أنني أشعر لا أكثر. أشعر أكثر فأكثر حتى أكتشف الحياة التي أصبحتها اليوم. لماذا يبدو السجن أبسط مشاكلي الأن؟ كنت بحاجة لهذا الدفتر لأستطيع التفكير.
هذا الكتاب عبارة عن ملخص لتجربتي بالسكنات الداخلية بداخل عمان وخارجها طوال 15 سنة من حياتي الدراسية, حيث كانت نصف هذه المرحلة بالداخل, في حين كان نصفها الأخر بالخارج مقسما بين دولة خليجية ودولة أجنبية, وذلك في مرحلة الدراسات العليا.
النصوص التي أكتبها لم تعد ملجأ لفرط ما توسلت الهدوء، إنها تقاوم من أجل أن تستكين الضوضاء تسلب تضاريسها، تطمس عنوانها وعنفوانها. كنت واجمة بتناقضي وقناعتي أمام نعش هذا النص الذي ظننته مقبورا لأرضي ما تبقى من ضميري لأنني في الحقيقة بعث نصوصي للرياح واختلقت الأمر وذلك قد يحدث للكاتب حينما يتخلى عن نفسه، وعن أحلامه ،وبقايا رفاته !
قلت لهم بأن الغد كذبة كبرى ولم يصدقوني ، ظلوا يحلمون به، ولم يأت ظلوا تدغدغهم الأماني والأحلام ولكن لا شيء يتحقق سوى الخراب، خراب الروح قبل خراب المكان والزمان. قلت لهم الغد خديعة فلاترکنوا لهاء الغد كذبة الحالمين على أنفسهم، لا تصدقوها، اسكبوا الماء على وجوهكم، وانتبهوا، انتبهوا ليومكم قبل أن يضيع منكم.
ليست القهوة وحدها من يجعل هوملاند أيقونة، لیس کونه مقهى أيضا، وإن كان هذا جزءا حيويا من الحكاية، يحدث أن تصطف أمامك في مساحة ليست بالواسعة عشرات المقاهي التي بذلت كل ما في وسعها لإقناعك بالتوقف فيها، ولو لدقائق معدودة: کراس وثيرة، وقهوة أثيرة، وندل مضمخون بالأناقة واللياقة، لكنك تبحث عن شيء آخر، عن أغنية وردة متفتحة، وضجيج أشياء صامتة، عن الحياة التي هي في مقهى آخر؛ إلى أن تعثر عليه أخيرا، وبعد لأي. من آلاف الساعات التي تضيع من حياتك هدرا تجد ساعات حقيقية قليلة، منها واحدة تسميها ساعة هوملاند. سأقول إنها الروح. روح القهوة التي تجعل راشفها يستعذب المرارة ويستضيء بالسواد، وروح اللقاء التي تحيل مساحة مكانية ضئيلة غابة خضراء من الألفة والمحبة، وروح المكان القادر على إمدادك بالوهم الكافي لإقناعك بأنك لست وحيدا. الحياة الفريدة من نوعها التي لا يمكن أن تحدث إلا في مقهى حفظ له الله موهبة أن يكون ضئيلا ومن زویا بحيث يصعب أن يسعى إليه إلا تلك الأقلية الهائلة مقهى يحتفي بالأحياء، ويحضر فيه حتى الأموات في أمسيات تستذكر مناقبهم وخصالهم الحميدة، التي منها حب المقاهي وعشق القهوة. كان هوملاند محض حلم في مخيلة شاب يقوده قلبه، اسمه حمود الشكيلي، أما اليوم فهو دليل إضافي على أن أجمل الأشياء هي تلك التي تبدأ بحلم .. سليمان المعمري
في هذه المدرسة الحوارية مع فضيلة الشيخ أحمد بن سعود السيابي أطرق باب التصوف الإباضي، مستجليا . بكونه أحد مفكري عمان وفقهائها - رأيه حول ذلك، متتبعًا معه نشاة التصوف في عمان، كيف ابتدأ؟ وما ظروف نشأته؟ وهل المجتمع العماني لا يزال بحاجة إليه؟ طارقا من خلال هذه المدرسة أهم رموز الإباضية في عمان، وهل كان يشكل مدرسة فيها؟ وما مدى التزامه بالمصطلحات الصوفية، وولوجه طرقها، وتعانقه مع شطحاتها، وقبل ذلك هل تأثر التصوف العماني بالخرافة والأسطورة؟ كل هذا طرقته مع السيابي، راجيا أن أقدم رؤيته بما يكشف صفحة من صفحات التفكير العماني، كانت ولا تزال إلى حد كبير معمّاة عنا.